وأشار علماء الأعصاب إلى أنهم يريدون سد الفجوة في فهم كيفية تكيّف أدمغة الآباء مع الأبوة، في حين ركزت معظم الدراسات السابقة من هذا النوع على الأمهات.
وشملت الدراسة 38 رجلاً أصبحوا آباء للمرة الأولى، حيث خضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي العالية الدقة أثناء حمل شريكاتهم ومرة أخرى بعد 6 إلى 12 شهرًا من الولادة.
وبالإضافة إلى فحوصات الدماغ، أكمل الرجال استبيانات التقرير الذاتي أثناء حمل زوجاتهم وبعد ثلاثة، وستة، و12 شهرًا من ولادة الطفل.
ووجد الباحثون انخفاضات كبيرة في حجم المادة الرمادية القشرية في جميع أنحاء القشرة الدماغية لدى الآباء الجدد، وخاصة في الفص الجبهي والصدغي والجداري، وكذلك القشرة الحزامية.
وكان هذا الانخفاض أكثر وضوحًا بالنسبة للآباء الذين أبلغوا عن وجود رابط أقوى قبل الولادة مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، وأولئك الذين خططوا لأخذ إجازة أطول من العمل بعد الولادة، وعلى وجه الخصوص، أظهر الفص الجبهي الأيسر، والجداري الأيمن، والفصوص الزمنية اليمنى التخفيضات الأكثر أهمية في الحجم.
كما أن الآباء الذين أمضوا وقتًا أطول مع أطفالهم الرضع، خاصة كمقدمي الرعاية الأساسيين، شهدوا أيضًا انخفاضًا أكبر في حجم المادة الرمادية.
وأشارت النتائج إلى أن التغيرات الدماغية لدى الآباء الجدد ترتبط بدوافعهم الأبوية ومشاركتهم، مما يعكس التكيف الناجح مع الأبوة.
وكشفت الدراسة أيضًا عن الجانب السلبي لهذه التغييرات في الدماغ، حيث ارتبطت التخفيضات الكبيرة في الحجم القشري بضعف جودة النوم وارتفاع مستويات الاكتئاب والقلق والضيق النفسي بعد ثلاثة وستة واثني عشر شهرًا من الولادة.
وشدد العلماء على أن الرجال الذين يستعدون للأبوة يحتاجون إلى أن يأخذوا في الاعتبار أن "صفة جديدة قد تكشف نقاط الضعف في صحتهم العقلية".