في تلك السطور نرصد جانبا مما يعيشه النازحون الفارون من جحيم الحرب…
بداية تؤكد نضال مهدي أمين الإعلام في منظمات المجتمع المدني السودانية، أن الأوضاع الإنسانية في السودان وصلت إلى أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب نتيجة توسيع نطاق الحرب وزيادة أعداد النازحين وإغلاق الطرق أمام المساعدات من قبل طرفي الصراع.
رحلات النزوح
وقالت في حديثها لـ"سبوتنيك": "إن الوضع الإنساني في البلاد يزداد تأزما، حيث أن عمليات النزوح لآلاف الفارين من ويلات الحرب إلى المناطق الآمنة مستمرة حتى اللحظة، الأمر الذي أدى إلى زحام كبير في مناطق اللجوء".
وتابعت مهدي: "إن عمليات النزوح والوصول إلى المناطق الآمنة من الأمور بالغة الصعوبة والخطورة، وقد يضطر النازحين السير في مناطق شديدة الخطورة أو العبور لممرات مائية بالغة التعقيد، حيث أن رحلات النزوح هى رحلات محزنة، اضطرت فيها الأسر إلى العبورعن طريق النهر دون أي نوع من أنواع الناقلات البحرية، الأمر الذي أدى إلى فقدان الأسر لأطفالهم وكبار السن ممن لا يعرفون السباحة أو غير قادرين عليها".
مشاهد حزينة
وأشارت مهدي إلى أن "مناظر النزوح بتلك الطريقة تقشعر لها الأبدان، حيث بدأت سلسلة الهروب نحو المجهول للعابرين بالطريق البري، في ظل الأمطار والغابات ولا غذاء ولا ماء، بل استنفروا الولايات المجاورة لكي تنقذهم وتم إنقاذ البعض وترك الحياة البعض الآخر، كما أن عدد الذين وصلوا إلى ولاية القضارف في حالة هلع وخوف وعدم الأمان يقدر بالآلاف".
وفيما يتعلق بالهجرة والسفر للخارج، تقول مهدي: "لم تكن معاناة الهروب من ويلات الحرب والطرق الوعرة والخطيرة التي يسلكونها هي الوحيدة التي تحيط بالنازح أو اللاجىء، بل يمر بمرحلة أخرى في الجوازات والهجرة والتي تزدحم بالملايين للخروج إلى المجهول، وكل ما يسيطر على الفارين من ويلات الحرب هو تأمين أسرهم رغم المخاطر التي يلاقونها في السفر بالتهريب، في ظل ارتفاع جنوني فاق حد الخيال في استخراج التأشيرات وتذاكر الطيران".
الملايين في خطر
من جانبه يقول عبد الرحيم حماد مدير العلاقات العامة في منظمة كنز المحاور لمتابعة أحوال الوافدين في ولاية القضارف: "إن أوضاع النازحين تزداد سوء بمعسكرات القضارف،
حيث تبرع أحد رجال الأعمال بمزرعته لنصب الخيام للنازحين لكنها لا تكفي الأعداد الوافدة إلى الولاية".
وأكد في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن الأوضاع التي نراها كل ساعة لا يستطيع أحد أن يتحملها، حيث آلاف الأسر والأطفال وكبار السن في لوحة يصعب على أي إنسان أن يراها مرتين، هؤلاء يعانون من نقص الغذاء والدواء وحتى الملابس والأغطية".
الرعاية الطبية
وأضاف حماد: "ليس الغذاء وحده هو النادر في أماكن النزوح بالسودان بل كل أنواع الرعاية الطبية والصحية حتى للأمراض المزمنة مع عدم قدرة النازح لتحمل تكاليف العلاج إن وجدت"، مشيرا إلى "أن الحرب أجبرت الآلاف من النازحين للتوجه إلى منطقة القضارف، ووصل أعداد النازحين إلى ما يقارب ثمانية ملايين يعانون من أوضاع محزنة".
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن حسن العطا، أن التفاوض مع "قوات الدعم السريع" هو مجرد تأجيل للمعركة، موضحا أن "التفاوض يعني الدخول في مشاكل أمنية وسياسية".
وشدد خلال زيارته منطقة أم درمان العسكرية، على أنه "لا يوجد خيار لمستقبل الأمة السودانية ومستقبل جمهورية السودان إلا إزالة "قوات الدعم السريع" من أرض السودان".
وقال: "لن يكون هناك هدنة، ولو استمر القتال 100 سنة".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.