خبراء يفندون ادعاءات الغرب حول استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية

يحاول الغرب إبعاد الأنظار عن حرب الإبادة التي يشارك فيها ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، بادعاءات وإشاعات حول مناطق أزمات أخرى.
Sputnik
وفي هذا السياق، صرح الممثل الدائم الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، السفير الروسي لدى هولندا، فلاديمير تارابرين، يوم أمس الاثنين، بأن الغرب يستعد لتوجيه اتهامات ضد روسيا، بزعم استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال تارابرين، ردًا على سؤال حول خطط الدول الغربية لطرح الاتهامات ضد روسيا: "نعم، إنهم يعملون بنشاط مع الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل إجبارها على اتخاذ بعض الخطوات، التي تهدف إلى اتهام روسيا باستخدام الأسلحة الكيميائية".
وأشار إلى أن الجانب الروسي يعارض ذلك بكل الطرق الممكنة ويحاول إظهار فشل كل هذه الجهود باستخدام الحقائق الملموسة.
العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس
أنطونوف: تصريحات واشنطن حول "جرائم حرب" مزعومة في أوكرانيا تجاوز للمنطق وشيطنة لموسكو
وأضاف تارابرين أنه "لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك تهديد كيميائي من روسيا ضد أوكرانيا".
وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة أنها "ملتزمة بتلبية الطلب الأوكراني لإرسال القنابل العنقودية"، وهي طريقة لتوزيع أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة من صاروخ تقليدي أو متطور أو قذيفة مدفعية في منتصف رحلة الصاروخ أو القذيفة وحتى سقوطه فوق منطقة واسعة.
ووقّعت أكثر من مئة دولة، منها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، معاهدة دولية وهي "اتفاقية القنابل العنقودية"، تحظر استخدام أو تخزين هذه الأسلحة بسبب تأثيرها العشوائي على السكان المدنيين.
استخدام أسلحة محرمة ضد الفلسطنيين
أكد قاسم عواد، مدير عام دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، في وقت سابق، أنه "تم توثيق استخدام إسرائيل لـ13 نوعا من الأسلحة المُحرمة دوليا في حربها على غزة، كما تم توثيق عملية شحنها للاحتلال الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وأستراليا وإيطاليا وبعض الدول الأخرى".
حول الأهداف الغربية والوقائع التاريخية، التي استخدم فيها الغرب الأسلحة المحرمة، وزعم وجود مثل هذه الأسلحة في دول أخرى لاحتلالها، قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن "قادة الغرب يلجأون دائما، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إطلاق مزاعم وإشاعات حول استخدام دول وأنظمة، يتآمرون عليها، للأسلحة الكيمائية أو المحرمة دوليا".
أهداف الغرب من الإشاعات
وأضاف في حديثه مع "سبوتنبك"، أن "الغرب يحاول استثارة الرأي العام ضدها، فيما تشير الوقائع على الأرض منذ أكثر من سبعين عاما، وحتى الآن إلى حقيقتين، أولاهما أن الغرب يكذب في ادعاءاته هذه، وثانيهما، أنه هو نفسه الذي يستخدم كل الأسلحة المحرمة دوليا لقتل الشعوب المتطلعة نحو الحرية والتنمية، وحق تقرير المصير بغية استعبادها وإخضاعها لخدمة مصالحه الاستعمارية".
تاريخ الغرب مع الأسلحة المحرمة
وتابع الرز: "الولايات المتحدة الأمريكية هي زعيمة القتال بالأسلحة المحرمة ضد الشعوب والمجتمعات، منذ أن ألقت قنابلها الذرية في الحرب العالمية الثانية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، واستمرت على هذا النهج الإجرامي بقنابل النابالم ضد فيتنام والعراق، وهي الآن تزود نظام زيلينسكي النازي بالذخائر العنقودية المحرمة دوليا، رغم اعتراض المنظمات الحقوقية الأمريكية لكن الرئيس بايدن، اكتفى بالقول أنه اتخذ هذا القرار رغم صعوبته".
واستطرد قائلا: "أمدت الولايات المتحدة الكيان الإسرائيلي بـ13 نوعا من الأسلحة المحرمة دوليا، أبرزها قنابل"جدام" الذكية، التي استخدمها في حرب الإبادة ضد غزة، فيما تسجل وقائع التاريخ الحديث استخدام بريطانيا للأسلحة المحرمة في الهند، وعلى رسلها سارت فرنسا في أفريقيا".
مسؤول عراقي سابق لـ"سبوتنيك": أمريكا قدمت الأكاذيب لمجلس الأمن لتبرير حربها واحتلالها للعراق 2003
الفشل الغربي
ويرى الرز أن "إطلاق مثل هذه الإشاعات والاتهامات الباطلة يشكل محاولة مكشوفة للتغطية على فشل أمريكا، وتابعها الغربي في أوكرانيا، بعد أن ظهر مدى التراجع في المشروع الأطلسي ضد روسيا، والخسائر الاستراتيجية التي يتكبدها سواء في التطورات الأوروبية، أو في النمو المتصاعد لمحور الشرق ومشروعه في التشاركية العادلة".
ولفت إلى أن "الجيش الروسي يسجل إنجازات شبه يومية على الأرض ويوقع نظام زيلنسكي في مآزق كبرى، ما يدفع الغرب للجوء لهذه الإدعاءات".
وشدد على أن "انكسار الغرب وافتضاح أكاذيبه، يشيران إلى إفلاس لن يطول موعد إعلانه، وما التطورات الانتخابية التي تشهدها الولايات المتحدة سوى مؤشر واضح على ذلك".
حرب استخبارية
في الإطار، قال الخبير الأمني العراقي، الدكتور عبد الكريم الوزان، إن "الشائعات التي يروج لها الغرب تأتي ضمن إطار الحرب الاستخباراتية والنفسية، التي تساند الحرب الميدانية التي يخوضها الغرب ضد روسيا".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "النهج الغربي المستمر يوجّه الشائعات الإعلامية باتجاه الشعب الروسي والدول الحليفة لها للتأثير على الرأي العام، في حين أن الأسلحة المحرمة والكيماوية استخدمها الغرب في أكثر من مكان، في السابق".
تقرير يكشف تفاصيل مثيرة حول ضحايا تفجيرات فرنسا النووية في الجزائر... فيديو
الغرب وحروب الإبادة
كانت الولايات المتحدة أول دولة تمتلك السلاح النووي، إذ أجرت تجربة نووية، في 16 يوليو/تموز عام 1945، في صحراء نيو مكسيكو.
بعد تجربتها الأولى استخدمت واشنطن السلاح، خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. في 6 أغسطس/ آب 1945، أسقطت قاذفة القنابل "بي 29" الأمريكية قنبلة ذرية تزن 4 أطنان على مدينة هيروشيما اليابانية، وقتلت القنبلة 80 ألف شخص، ولاحقا ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 120 ألفا.
بعد 3 أيام من الجريمة الأولى، أسقطت واشنطن قنبلة أكبر وزنا على مدينة ناغازاكي، وقتلت 70 ألف شخص على الفور.
كما أجرت فرنسا تجربتها النووية الأولى في الجزائر، حيث فجّرت قنبلة ذرية، في 13 فبراير/شباط 1960، تحت اسم "اليربوع الأزرق"، وخلّفت التجارب التي فاقت 50ت جربة وتفجيرا، قتلى من المدنيين والعسكريين وسبّبت أمراضا وتشوهات لسكان المناطق التي وقعت فيها التفجيرات، فيما ترفض فرنسا، حتى الآن، الإفصاح عن خرائط التفجيرات.
مناقشة