خبير اقتصادي لـ"سبوتنيك": تركيا المستفيد الأكبر من استئناف العلاقات مع سوريا

أكد الخبير الاقتصادي السوري، الدكتور علاء أصفري، أن استئناف العلاقات بين سوريا وتركيا مرتبط بجملة من الثوابت التي حددتها سوريا، وتتمحور في مجملها حول انسحاب تركيا من الأراضي السورية، ووقف دعم المجموعات الإرهابية المصنفة على لائحة الإرهاب.
Sputnik
وفي تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أوضح أصفري أن "استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، سيؤدي في منحاه الاقتصادي إلى تحسن تلقائي في الاقتصادين السوري والتركي".

وأشار الخبير المتخصص في الإدارة العليا للاقتصاد، أن "تركيا هي المستفيد الأكبر من استئناف العلاقات السياسية مع سوريا، على اعتبار أن الطرق إلى دمشق تجسد المحور الأقصر للبضائع التركية المتراكمة، واستقرارها في أسواق دول الخليج، وبدرجة أقل في شمال أفريقيا، مؤكدا أن أسواق الخليج اليوم تشهد غيابا شبه تام للأصناف والبضائع التركية، على عكس ما كانت عليه الحال قبل عام 2011، حين كانت تلك الأسواق متخمة بهيمنه البضائع التركية على أسواق الخليج لأسباب موضوعية يأتي في مقدمها: تنافسيتها المتوالدة من رحم الكلفة المنخفضة لتدفقها من دول المنبع إلى دول المصب، الأمر الذي يجعل من الجغرافية السورية ضرورة للاقتصادين الصناعي والزراعي في تركيا".

خبير: لقاء الأسد وأردوغان نتاج لـ"أستانا".. وانسحاب تركيا من سوريا سيحرج الاحتلال الأمريكي
ويستدرك الخبير الاقتصادي السوري بالقول: "وفي الوقت ذاته، فإن عودة العلاقات السورية التركية، تعد عتبة مهمة ومبدئية للاقتصاد السوري، إذ، وزيادة عما سيحققه من عوائد جيدة عبر رسوم الترانزيت والعبور من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية وانتهاءً بدول الخليج، فإن ذلك سيعيد خرائط طرق التجارة إلى مرحلة ما قبل الحرب على سوريا، بما في ذلك تدفق السلع الإقليمية ضمن محاور مفيدة لدول غرب آسيا".

وأوضح الخبير أصفري أن "استئناف العلاقات مع تركيا قد يعني أيضا تمهيدا موازيا للعلاقات الاستراتيجية التي كان يتم العمل ما قبل الحرب، بما يفيد في تحقيق التطلعات والمنفعة لهذه المنطقة التي كان تؤسس لها رؤى متقدمة عرضتها الجمهورية العربية السورية من خلال "فضاء البحار الخمسة".

وفي المجمل، يضيف الخبير السوري: "فإن عودة الفضاء الاقتصادي الجديد سيساهم في دعم قوة الليرة السورية من جهة، كما سيعيد تطعيم الاقتصاد الوطني بحركية مرنة تلبي احتياجاته من السلع الأولية والنهائية، كما تؤسس لمرحلة جديدة من توفير منصة تنموية لاقتصاديات غرب آسيا عموما".
بشار الأسد يؤكد استعداده للقاء أردوغان إذا كان في مصلحة سوريا... فيديو
إغراق البضائع التركية
وعبر الخبير الاقتصاد السوري عن خشيته من تكرار إغراق البضائع التركية الذي عانته الأسواق السورية ما قبل عام 2011، مشيرا إلى أن ذلك الضرر النسبي بالاقتصاد الوطني قد يتكرر ما لم يتم الاستعداد له، وخاصة في قطاع الصناعات التي لدينا مماثلات لها.

وأوضح أصفري أن "القطاع الصناعي السوري يتكئ بدرجة كبيرة على الصناعات الخفيفة والمتوسطة، مشيرا إلى أن ذلك يستوجب فرض قيودا موجهة لعدم السماح لتركيا لاحقا بتصدير كافة أنواع بضائعها إلى سوريا، بغض النظر عما إذا كان هناك قانون حماية للصناعات والمنتجات الوطنية في سوريا".

السياحة مصلحة تركية
وحول قطاع السياحة، أعاد أصفري التذكير بمرحلة ما قبل الحرب، حيث شهد القطاع السياحي البيني نموا كبيرا على طرفي الحدود.
وتوقع الخبير السوري بأنه في حال عودة العلاقات بين سوريا وتركيا مجددا، فإن الحال سيعود بالتأكيد إلى ما كان عليه ما قبل الحرب، مع رجحان لصالح الاقتصاد التركي أكثر منه لدى السوري، وذلك لكون الكثير من المناطق الأثرية السورية التي لطالما كانت محل استقطاب للسياحة، لا زالت مغيبة بفعل الحرب والإرهاب.
مناقشة