تحدث بايدن، عن استعداد المملكة لإتمام الخطوة، دون ذكر الشرط السعودي، الذي أُعلن أكثر من مرة، بضرورة وجود خطة واضحة لإقامة الدولة الفلسيطنية، إضافة إلى استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين، الأمر الذي يستبعد معه إقبال المملكة على هذه الخطوة، وفق خبراء.
وقال بايدن إن "السعودية تريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وإقامة منشأة نووية مدنية في المملكة".
في الإطار، قال العميد فيصل العنزي، الخبير العسكري السعودي، إن "تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن المملكة جاهزة للتطبيع مع إسرائيل، تعد رسالة للداخل الأمريكي".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التصريح الأخير لبايدن يحاول من خلاله إعادة تجميع أوراقه، وأنه ما زال قادرا على التحكم في الكثير من الملفات".
ويرى أن بايدن "لم يتجاهل شرط السعودية بشأن إقامة دولة فلسطينية، بل تحدث عن النتيجة النهائية للطلب الأمريكي بشأن العلاقات مع إسرائيل ضمن اتفاق شامل مع واشنطن".
حول أهمية ملف التطبيع بين إسرائيل والمملكة بالنسبة لبايدن، في الوقت الراهن، أوضح العنزي أنه "يأتي ضمن ثلاثة ملفات رئيسية تؤثر على بايدن في السباق الانتخابي، في المقدمة، الملف الروسي الأوكراني، والصراع في الشرق الأوسط، اتصالا بغزة، وملف جنوب شرق آسيا".
وشدد العنزي على أن "هذه الملفات تؤثر بشكل مباشر على المترشحين للانتخابات الرئاسية في أمريكا".
وأوضح أن "ما يتضح حتى الآن بشأن مسار التطبيع، يشير إلى استبعاد الخطوة، خاصة مع الحديث عن مسار استراتيجي بين الرياض وواشنطن".
وأشار إلى أن "تأجيل خطوة التطبيع في الوقت الراهن بات الأقرب، نظرا للوضع الركيك داخل الحزب الديمقراطي في الوقت الراهن، ما يحتمل معه تأخير الصفقة إلى مطلع العام المقبل، حال وصول بايدن إلى الرئاسة مجددا، وفي حال وصول ترامب، قد تتغير الرؤى تجاه العملية برمتها".
ويرى أن "الأحداث الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، أوضحت ضعف الإدارة الأمريكية الحالية في التعامل مع الكثير من الملفات".
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قدم صفقة لإسرائيل خلال زيارته الأخيرة للمنطقة تشمل تطبيع العلاقات مع السعودية، مشيرةً إلى أنه شعر بخيبة أمل بعد لقائه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وأنه يشعر بأنه لا توجد استراتيجية لنتنياهو لإنهاء الحرب.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن "مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قدم عرضًا تاريخيًا لإسرائيل من أجل التطبيع مع السعودية يشمل إقامة تحالف إقليمي مع الولايات المتحدة الأميركية وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى واحتمال التوصل إلى تسوية على الحدود مع لبنان".
وأشارت القناة إلى أن "ثمة أسباب كثيرة جعلت الموقف الإسرائيلي يبدو مترددًا في قبول العرض، حيث أن السعودية طلبت مقابل التطبيع أن توافق إسرائيل على عرض أفق سياسي على أساس حل الدولتين ووقف الحرب في قطاع غزة".
وأضافت القناة أن "سوليفان عبر عن إحباطه من عدم قبول إسرائيل للعرض المطروح"، وأن "سوليفان قال لمسؤولين كبار إن إسرائيل تقف أمام خيارين: الأول تحقيق انتصار عن طريق التطبيع مع السعودية وإنجاز صفقة تبادل، أو الهزيمة في غزة".
وفي عام 2020، أطلقت الولايات المتحدة عملية تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، ونتيجة لتلك المساعي الحثيثة من قبل واشنطن، تم التوقيع على مجموعة من الوثائق سميت بـ "اتفاقيات السلام الإبراهيمية"، حيث انضمت الإمارات والبحرين والمغرب إلى الاتفاقيات.