وأوضح في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، أن "التنسيق مستمر بين موسكو وبكين منذ سنوات، إذ تُرجم بالعديد من الزيارات التي أُقيمت"، لافتًا إلى أن "هذا التنسيق سيستمر لأن لا خيار أمام الجانبين سوى التعاون لا سيّما وأن الصين ترى في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا نموذجا لما قد تتعرض له في المستقبل القريب، على اعتبار أن العنوان الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة المقبلة هو مواجهة الصعود الصيني".
وأشار الباحث في الشؤون الدولية إلى أن "المواجهة بين روسيا والغرب عموماً والإدارة الأمريكية خصوصا هي مواجهة اقتصادية، إذ أن الغرب يسعى إلى ضرب الاقتصاد الروسي والعملة الروسية، ومن هنا يمكن تفسير فرض العقوبات الكبيرة بهدف حصار موسكو اقتصاديا، منعاً لصعود كل من روسيا والصين عالميا وتلاشي نظام الأحادية القطبية، في حين تأتي المواجهة العسكرية كوسيلة لتطويع الدول".
واعتبر سيف الدين في هذا الإطار، أن "العالم المتعدد الأقطاب بدأت تتشكل معالمه منذ العقدين الماضيين"، مبيّناً أنه "من الضروري أن يشمل التغير العالمي المؤسسات الدولية حيث تتحول فيها آلية صناعة القرار إلى أقطاب عديدة، وهو ما نشهده اليوم من خلال تشكيل منظمات جديد مثل "بركيس" وشنغهاي" وغيرها".
وحذّر سيف الدين من "رفض البيت الأبيض للامتثال إلى الأمر الواقع الجديد"، مستذكرا "خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن حينما أعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها أن تتخلى عن قيادة العالم، وبالتالي فإن واشنطن تريد الحفاظ على موقعها".
أما على صعيد الاتحاد الأوروبي، لفت الباحث في الشؤون الدولية إلى أنه " فقد الكثير من استقلاليته السيادية، على اعتبار أنه لا يستطيع أن يظهر أيّ موقف إيجابي تجاه روسيا والصين وتنفيذه، وبالتالي سيكون "الناتو" شرسا جدا في المواجهة مع الصين في المرحلة المقبلة لأنه فقد الكثير من قوته في ظل الهيمنة الأمريكية".