وفق حديث الخبراء لـ"سبوتنيك"، فإن بعض الإجراءات الثقافية والميدانية والمدنية والتعليمية ستتخذ لوضع حلول جذرية لعدم تكرار الحادث.
وأفادت الشرطة في سلطنة عمان، أمس الخميس، بأن "المهاجمين الثلاثة الذين نفذوا اعتداء على مسجد في مسقط خلال إحياء ذكرى عاشوراء، هم عمانيون وإخوة".
ونقلت وكالة الأنباء العمانية، عن الشرطة قولها، إن "الجناة الثلاثة المتورطين في الحادث إخوة وقد لقوا حتفهم برصاص قوات الأمن"، مشيرة إلى أن "إجراءات التحريات والتحقيقات أكدت أنهم من المتأثرين بأفكار ضالة".
في الإطار، قال المحلل والكاتب العماني، خلفان الطوقي، إن الواقعة ستدفع السلطات والأجهزة نحو اتخاذ بعض الإجراءات، منها إعادة هيكلة الأنظمة التعليمية والدينية والأمنية بشكل أفضل.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الحادث لن يمر بشكل عابر، إذ سيتبعها العديد من التحركات والمبادرات، على المستويات الأمنية، والمدنية والسياسية، لمنع تكرارها مرة أخرى.
وشدد على أن أجهزة الدولة لن تهمل الجوانب الأخرى من خلال الاكتفاء بالجانب الأمني، بل ستبحث في كافة الأسباب بشكل عميق، لوضع الحلول الجذرية لكافة الجوانب.
وأشار إلى أن مبادرات محتملة تهتم بالشباب، وانخراطهم في منظومة العمل الوطنية، حتى لا يكون البعض منهم فريسة لمثل هذه الأفكار.
وشدد على ضرورة الحفاظ على الهوية العمانية، وفق أطر الحفاظ على الثقافة العمانية، والإرث التاريخي.
فيما قال خميس القطيطي، الكاتب والمحلل السياسي العماني، إن الأجهزة الأمنية والعسكرية في سلطنة عمان قادرة على السيطرة ومتابعة القضية ومعالجتها بالسبل الناجعة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن البيئة الحاضنة لهذه الأفكار غير موجودة في سلطنة عمان، مستبعدا انتشار أية أفكار متطرفة، إذ أثبتت العقود الماضية خلو عمان من هذه الأفكار.
وتابع: "لا يفوتنا الإشارة إلى قدرة وكفاءة أجهزة الأمن العمانية، التي تعاملت مع الموقف بكل جدارة وجرأة، وسيطرت على الموقف في ظرف زمني وجيز وتابعت كل خيوط القضية، وقدمت بياناتها للجمهور بكل شفافية ووضوح".
واستطرد: "بعد تبني فصيل "داعش" الإرهابي ( المحظور في روسيا والعديد من الدول) للعملية لا شك - كنا على إدراك أن المواقف العمانية المشرفة في دعم القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، سوف تصوب عليها بعض قوى الشر المشغلة للإرهاب أدواتها الإرهابية، لكن هذه الحادثة لا تزيد عمان إلا ثباتا ورسوخا وقوة في تبني المواقف العادلة وأداء رسالتها الإنسانية في مختلف القضايا الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
وأعلنت الشرطة في عمان، صباح الثلاثاء الماضي، عن تعاملها مع حادث إطلاق نار وقع بالقرب من مسجد في منطقة الوادي الكبير، أسفر عن وفاة 5 أشخاص وأحد رجال الشرطة ومنفذي عملية إطلاق النار وإصابة 28 شخصا، وفق بيان الشرطة المحلية.
وفي وقت لاحق، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول عدة) مسؤوليته عن العملية الإرهابية، التي وقعت في منطقة الوادي الكبير في العاصمة العمانية مسقط.
ويعد الهجوم الذي استهدف مسجدا، الأول من نوعه الذي تشهده السلطنة خلال السنوات الأخيرة، خاصة أنها بقيت بعيدة عن التجاذبات والصراعات الحاصلة في عدد من دول المنطقة.