راديو

بعد خلل تقني عالمي.. هل العالم بحاجة لأنظمة بديلة؟

شهدت مطارات عدد من دول العالم وشركات طيران ومواقع ومنظومات حيوية وشبكات مواصلات وطاقة حول العالم اضطرابات في عملها، أمس الجمعة، إثر عطل حاسوبي عالمي طال العديد من الدول باستثناء روسيا والصين وعدد من الدول العربية.
Sputnik
الخلل المرتبط بتحديث برمجيات شركة حوسبة سحابية ضرب أنشطة مختلفة من قطاعات البني التحتية من مطارات إلى بنوك وأنظمة صحية ومؤسسات إعلامية في دول من الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا وأستراليا، لكن لم تتأثر روسيا والصين وعدد من الدول العربية بالخلل.
وأعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي، أن شركات الطيران والمطارات الروسية تعمل بشكل طبيعي والرحلات الجوية تسير وفقا للجداول المنتظمة حيث تستخدم نظاما روسيا خالصا، كما لم تتأثر مطارات بكين التي تعتمد أيضا على نظام تشغيل صيني بالكامل.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير في شبكة التحول والحوكمة الرقمية في لبنان، ربيع بعلبكي، إن "هذا العطل مرتبط بتحديث برنامج فالكون للحماية السيبرانية الخاص بالخادم الأساسي المزود لخدمات الحوسبة السحابية للعديد من الشركات، والذي لم يتوافق مع برامج مايكروسوفت، ما أدى إلى توقف الخدمات لكل عملاء مايكروسوفت"، مشيرا إلى أن "هذا العطل تسبب في خسائر تقدر مليارات الدولارات".

من جانبه، أوضح الباحث في أمن المعلومات وليد حجاج، أن "هذه الأزمة أوضحت أن هناك حاجة إلى تحركات كثيرة من الدول على رأسها عدم الاعتماد على شركة واحدة لتقديم الحلول التكنولوجية".

وأشار إلى أن "الأفضل أن تكون هناك استراتيجية للدول لتمتلك الحوسبة السحابية الخاصة بها، وهو ما تم في الدولة المصرية، والأهم من ذلك أن تكون للقطاعات الحيوية أنظمة دعم بديلة موجودة ومتاحة، إضافة لوضع استعدادات وخطط للتعامل مع البيانات خلال الأزمات، فضلا عن عدم تطبيق التحديث في البرمجيات على نطاق واسع قبل تجربته والتأكد من سلامته وجودته".
إلى ذلك، أكد خبير تكنولوجيا المعلومات أشرف العمايرة، أن "أنظمة ويندوز ومايكروسوفت هي أكثر أنظمة مستخدمة في العالم، لكنها كثير التعرض لمشكلات الفيروسات والبرمجيات الضارة".
ولفت إلى أن الاعتماد عليها في المجالات الحساسة أمر غير فعال، منوها إلى أن "هذه الأعطال يسهل التعامل معها بشكل يدوي، لكن في الأزمة الأخيرة تعذر ذلك نظرا لصعوبة الوصول إلى الأجهزة"، معتبرا أن "نظام لينوكس أكثر اعتمادية وأمانا، وأقل تكلفة، وهناك كثير من المجالات بدأت تتجه إلى الاعتماد عليه نظرا لقلة تعرضه للمشكلات أمن المعلومات".

في السياق، اعتبر خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، بيير عازار أن "ما حدث أمس الجمعة، يمكن توصيفها بأنها جائحة كورونا تكنولوجية تديرها ديانة الساينتولوجي، التي باتت تسيطر على مجمل الواقع الدولي، وهم يحاولون من خلال هذه الأزمات الترويج لفكرة أن العالم الذي باتت تديره مجموعة من الشركات بحاجة دائما إلى لقاح من أجل مكافحة كورونا التكنولوجيا، وهذا اللقاح هو الذكاء الصناعي الذي أصبح يدير كل العمليات الحساسة بدون علم المجتمعات".

وأشار إلى أن "تحديثات برامج كراود سترايك التي ضربت برمجيات مايكروسوف تشير إلى وجود صراع بين شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث هبطت أسهم الشركتين فور الأزمة، ومن هنا بدا واضحا أن العالم أصبح يعيش حرب أشباح تديرها الساينتولوجي".
وأكد أننا "نعيش حربا تكنولوجية وفي جوهرها تبادل للعنف التكنولوجي الذي يديره الذكاء الصناعي".
مناقشة