وثمّن في تصريحات لـ "سبوتنيك"، جهود الصين المبذولة، وكذلك جهود روسيا التي جمعت الفصائل الفلسطينية وأعطتهم الدعم الكامل ليكونوا على وفاق معًا، معربا عن أمله في أن توفق الفصائل فيما توصلوا إليه، من أجل إنهاء هذا الملف الشائك والحزين والذي طال عليه الزمن.
وتابع: "نتمنى أن تكون المصالحة قوية ومتماسكة ولا يدخل عليها أي شائب أو جهة تريد أن تعرقل هذا الاتفاق، ونحن ننتظر أن ينتهي الاحتلال وأن نعمل سويا على وضع الترتيبات اللازمة لتشكيل حكومة وطنية موحدة، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
ويرى أن هذه الخطوة تساهم في أن يكون الوطن متماسكًا وتحت مظلة واحدة في الضفة والقدس وقطاع غزة، وحتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ووقعت الفصائل الفلسطينية إعلانا في بكين، في وقت سابق اليوم، لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأفاد التلفزيون الصيني، في وقت سابق، أن قادة من حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سيلتقون مع الصحفيين في بكين بحضور وزير الخارجية الصيني.
وأعربت الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار الفلسطيني في بكين عن تقديرها العالي لدعم جمهورية الصين لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الفصائل على ضرورة تمكين الدول العربية والأصدقاء في الصين وروسيا، من مواصلة الجهود الدولية لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني تحت مظلة الأمم المتحدة ورعايتها، وبمشاركة دولية وإقليمية واسعة، بديلا عن الرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة.
وأعلنت الفصائل في وثيقة "إعلان بكين" المنبثقة عن اجتماعها في العاصمة الصينية، الاتفاق على "توحيد الجهود الوطنية لمواجهة العدوان الإسرائيلي ووقف حرب الإبادة التي تنفذها دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين بدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، ومقاومة تهجير محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين، والتمسك بوحدة الاراضي الفلسطينية بما يشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة".
واتفقت الفصائل الفلسطينية خلال اجتماع بكين على آلية جماعية لتنفيذ بنود الإعلان من كافة جوانيه، كما تقرر اعتبار اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كنقطة انطلاق لعمل الطواقم الوطنية المشتركة بشكل عاجل، ووضع أجندة زمنية لتنفيذ بنود الإعلان المشترك.
وقررت الفصائل الفلسطينية متابعة تنفيذ اتفاقات إنهاء الانقسام الفلسطيني بمساعدة مصر والجزائر وجمهوريتي الصين الشعبية وروسيا والاتحادية، وذلك استنادا إلى اتفاقية الوفاق الوطني التي تم توقيعها في القاهرة عام 2011، وإعلان الجزائر الذي وقع تشرين الأول عام 2022.
وكانت بكين قد استضافت لقاء جمع فتح وحماس بباقي الفصائل الفلسطينية نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي آنذاك، توجه "ممثلون عن حركة فتح وحركة (حماس) إلى بكين منذ أيام قليلة لإجراء حوار عميق وصريح".
وأشارت إلى أن الجانبين "اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب".
وكان من المفترض عقد الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني في 23 يونيو/ حزيران الماضي، لكنه تعطّل وأُجّل برغبة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسبما أعلنت فصائل فلسطينية بينها حركة حماس آنذاك.
وتأتي جولات الحوار الفلسطيني في بكين بعيد جولة من الحوار جمعت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية؛ موسكو نهاية فبراير/ شباط.
وعلى الرغم من أن اللقاء يجمع نحو 14 فصيلا فلسطينيا، إلا أن الأنظار، بحسب مراقبين، تتجه إلى حركتي "حماس" و"فتح" باعتبارهما طرفي الانقسام، على أمل أن تكون الظروف الحالية والحرب التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة دافعا للتقارب.