مسؤول فلسطيني لـ"سبوتنيك" من بكين: اتفاق الصين خطوة مهمة إلى الأمام

قال الدكتور أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لجبهة النضال الشعبي، إن الاتفاق الذي وقعته الفصائل الفلسطينية صباح اليوم في الصين، شكل خطوة مهمة إلى الأمام، استنادا إلى ما تم التوافق عليه في لقاء موسكو مطلع شهر مارس/ آذار من العام الحالي.
Sputnik
وأضاف مجدلاني في مداخلة مع "سبوتنيك" من بكين، إن الاتفاق حقق اختراقين مهمين، فيما يتعلق بالفجوات بالموقف السياسي المتعلقة بالاحتكام والاستناد إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وما يتصل بموضوع أشكال ووسائل النضال.
وتابع: "أما فيما يتعلق بالخطوات العملية الملموسة تم التوافق على تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية مؤقتة من الكفاءات الوطنية التي تتحمل مسؤولياتها، وفق برنامج عمل محدد وملموس أهمه توحيد المؤسسات الفلسطينية، وتقديم الإغاثة الفورية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، والتحضير للانتخابات العامة".
وفيما يتعلق بموضوع الشراكة السياسية، أوضح أن الفصائل الفلسطينية في بكين اتفقت على آلية لتعزيز وتطوير العمل بالشراكة السياسية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
"الفلسطينيون يحكمون فلسطين".. الصين تقترح مبادرة من 3 خطوات للخروج من المأزق الحالي في غزة
وعن المهلة المحددة لتنفيذ الاتفاق، كشف مجدلاني عن أن الاتفاق لم يضع سقفا زمنيا ولا خطوات بجدول زمني للتطبيق، لكن بدون شك إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف في مقدمتها حركة حماس، من الممكن أن نخطو خطوات جدية على طريق إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية.
ووقعت الفصائل الفلسطينية إعلانا في بكين، في وقت سابق اليوم، لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأفاد التلفزيون الصيني، في وقت سابق، بأن قادة من حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سيلتقون مع الصحفيين في بكين بحضور وزير الخارجية الصيني.
وأعربت الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار الفلسطيني في بكين عن تقديرها العالي لدعم جمهورية الصين لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الفصائل على ضرورة تمكين الدول العربية والأصدقاء في الصين وروسيا، من مواصلة الجهود الدولية لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني تحت مظلة الأمم المتحدة ورعايتها، وبمشاركة دولية وإقليمية واسعة، بديلا عن الرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة.
وأعلنت الفصائل في وثيقة "إعلان بكين" المنبثقة عن اجتماعها في العاصمة الصينية، الاتفاق على "توحيد الجهود الوطنية لمواجهة العدوان الإسرائيلي ووقف حرب الإبادة التي تنفذها دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين بدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، ومقاومة تهجير محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين، والتمسك بوحدة الاراضي الفلسطينية بما يشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة".
واتفقت الفصائل الفلسطينية خلال اجتماع بكين على آلية جماعية لتنفيذ بنود الإعلان من كافة جوانيه، كما تقرر اعتبار اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كنقطة انطلاق لعمل الطواقم الوطنية المشتركة بشكل عاجل، ووضع أجندة زمنية لتنفيذ بنود الإعلان المشترك.
مسؤول فلسطيني لـ"سبوتنيك": اتفاق بكين خطوة مهمة تأخرت كثيرا ونثمن دور روسيا والصين
وقررت الفصائل الفلسطينية متابعة تنفيذ اتفاقات إنهاء الانقسام الفلسطيني بمساعدة مصر والجزائر وجمهوريتي الصين الشعبية وروسيا والاتحادية، وذلك استنادا إلى اتفاقية الوفاق الوطني التي تم توقيعها في القاهرة عام 2011، وإعلان الجزائر الذي وقع تشرين الأول عام 2022.
وكانت بكين قد استضافت لقاء جمع فتح وحماس بباقي الفصائل الفلسطينية نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي آنذاك، توجه "ممثلون عن حركة فتح وحركة (حماس) إلى بكين منذ أيام قليلة لإجراء حوار عميق وصريح".
وأشارت إلى أن الجانبين "اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب".
وكان من المفترض عقد الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني في 23 يونيو/ حزيران الماضي، لكنه تعطّل وأُجّل برغبة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسبما أعلنت فصائل فلسطينية بينها حركة حماس آنذاك.
وتأتي جولات الحوار الفلسطيني في بكين بعيد جولة من الحوار جمعت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية؛ موسكو نهاية فبراير/ شباط.
وعلى الرغم من أن اللقاء يجمع نحو 14 فصيلا فلسطينيا، إلا أن الأنظار، بحسب مراقبين، تتجه إلى حركتي "حماس" و"فتح" باعتبارهما طرفي الانقسام، على أمل أن تكون الظروف الحالية والحرب التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة دافعا للتقارب.
مناقشة