وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: " أمريكا لم تتوسط اليوم، بل كانت وسيطة بين طرفي القتال منذ نشوب الحرب، فلم تلق بثقلها لمعالجة الأزمة ولم تضغط لتنفيذ إعلان جدة فهي تركت اتفاقا مكتوبا وعليه توقيع طرفي القتال، وتأتي لتعلن عن مبادرة جديدة".
وتابع: "للأسف الدول الكبيرة لا تهتم بأزمات الشعوب، فهي تركز على مصالحها فقط، وإذا تقاطعت مصالحها مع أزمات الشعوب فهي تتغاضى عن مصالح الشعوب وتعمل لمصالحها".
وأضاف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان: "من يبحث عن السلام والاستقرار عليه التحرك في كل الاتجاهات والعمل مع كل المبادرات الجادة، لكن أي مبادرة تطغى عليها المصالح الذاتية ومعايير الأمن القومي للوسيط ليست ذات جدوى".
وأشار مصطفى إلى أن "أمريكا حتى الآن تعمل باستراتيجية الفوضى الخلاقة، التي كتبها المفكر الاستراتيجي مايكل لدن، ولن تهتم كثيرٱ بتطاول أمد الأزمة السودانية، لكنها فقط تعمل لعرقلة التقارب السوداني- الروسي ووقتما انجر السودان إلى شباكها وفقد ثقة روسيا حتما، ستعود إلى التباطؤ والتلكؤ ولن تمض قدما في البحث عن خيارات الحل، كما أننا يجب أن لا ننسى الانتخابات الأمريكية ومحاولات الإدارة الحالية لاستمالة بعض الناخبين بمثل هذه المبادرات والمناورات وقد تنشغل بالانتخابات وتنسى المبادرة".
وشدد مصطفى على أن "المبادرة مهمة ومطلوبة لكن لابد أن تتوفر الجدية والإرادة الدولية والإقليمية بعيدا عن تقاطعات المصالح، فالأمن القومي لأي دولة يتحقق بالسلام والاستقرار في جميع الدول".
يشار إلى أن المفاوضات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، يوم أمس الثلاثاء، ستشمل مشاركة المملكة العربية السعودية كدولة مضيفة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة كمراقبين.
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقًا للأمم المتحدة.