واشنطن تقر صفقة أنظمة لوجستية للرياض... ما علاقتها بالتطبيع مع إسرائيل؟

أجمع خبيران عسكريان سعوديان، بالقول إن إقرار واشنطن صفقة أنظمة لوجستية للرياض بـ2.8 مليار دولار، ليست لها علاقة بالاتفاق الثلاثي مع إسرائيل، الذي تسعى له الولايات المتحدة.
Sputnik
وأوضح الخبيران مجمعان بالقول إن واشنطن لم تتراجع عن مساعيها من أجل توقيع الاتفاق الثلاثي، الذي يضم السعودية وأمريكا وإسرائيل، غير أن الصفقة الأخيرة تأتي في إطار ثنائي غير مرتبط بالمشروع الذي سعت له إدارة بايدن.

وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بأن وزارة الخارجية أقرت صفقة محتملة لبيع أنظمة دعم وخدمات لوجيستية للسعودية بقيمة 2.8 مليار دولار.

وفي وقت سابق، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن استعداد المملكة لإتمام عملية التطبيع مع إسرائيل، مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وإقامة منشأة نووية مدنية في المملكة، بحسب قوله.
خبراء يوضحون لـ"سبوتنيك" التحديات التي تواجه السعودية في التطبيع مع إسرائيل
وفي مايو/ أيار 2024، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن تفاصيل جديدة "حول الاقتراح الأمريكي الذي قدمه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين".
وبحسب تقرير نشرته الإذاعة، فإن "الخطة الأمريكية تتضمن التطبيع مع السعودية مع توسيع التحالف الأمني ​​للولايات المتحدة ودول المنطقة ضد إيران، إضافة إلى الترويج لاستثمار مليارات الدولارات في غزة، مع مسؤولية عن سير تلك الأموال".

صفقة شاملة

ومقابل الصفقة الشاملة، سيُطلب من إسرائيل وقف الحرب في غزة كجزء من صفقة التبادل، وكذلك الإعلان عن نشاط لخلق أفق سياسي لحل الدولتين. بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على إسرائيل التوصل إلى اتفاق بشأن آلية لإدارة غزة، لا تكون حكومة عسكرية ولا حكومة من قبل حماس، بل إدارة فلسطينية مدنية بالتعاون مع دول المنطقة، بحسب الإذاعة.

في الإطار، قال العميد فيصل العنزي، الخبير العسكري السعودي، إن "الصفقة تشمل الدعم اللوجستي وقطع الغيار وأجهزة الاختبار، بالإضافة إلى خدمات تقنية ولوجستية للقوات الجوية".

استدامة الردع

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الصفقة تهدف لتعزيز القدرات السعودية، في إطار الردع وجاهزية القوات القوية، لتعزيز الاستقرار في المنطقة، في إطار استدامة الردع"
خبير لـ"سبوتنيك": التطبيع بين السعودية وإسرائيل أمر مستبعد قبل الانتخابات الأمريكية

ولفت العنزي إلى أن "الصفقة الحالية ليست مرتبطة بما سعت له واشنطن لتوقيع اتفاق يشمل إسرائيل، حيث توقفت المشاورات الخاصة بالاتفاق الثلاثي، حتى وقف العمليات العسكرية في غزة، ووضوح الرؤية بشأن إقامة دولة فلسطينية".

وأشار إلى أن "واشنطن تسعى حتى الآن لإتمام خطتها بشأن إقامة العلاقات بين إسرائيل والسعودية، لكن الصفقة الحالية بعيدة عن الخطة الأمريكية الثلاثية".

إطار ثنائي

من ناحيته، قال الدكتور فواز كاسب العنزي، الباحث الاستراتيجي السعودي، إن "الصفقة تأتي في إطار تعاون استراتيجي طويل الأمد بين البلدين، وتهدف لتعزيز قدرات الدفاع السعودية".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "المملكة تبحث عن تعزيز قدراتها لضمان الاستقرار في المنطقة، وكذلك الدعم الأمريكي للمملكة في مواجهة التهديدات في المنطقة".

ويرى أن "الصفقة تعكس إلتزام واشنطن تجاه السعودية، بشأن توازن القوى في المنطقة، في ظل الدعم الإيراني لبعض الفصائل في المنطقة"، وفق رأيه.

وأشار إلى أن "مثل هذه الصفقات تمثل دعما للاقتصاد الأمريكي، كما تبعث برسائل دبلوماسية بشأن التحالف بين البلدين".
ولفت إلى أن "الاتفاق الثلاثي بين السعودية وإسرائيل وواشنطن، يبقى أحد الأهداف الاستراتيجية الأمريكية، والذي يعتمد على مجموعة من العوامل والتطورات في المنطقة".
إذاعة الجيش الإسرائيلي تنشر تفاصيل الاقتراح الأمريكي للتطبيع بين إسرائيل والسعودية

ما أفق التطبيع؟

وشدد الدكتور فواز كاسب العنزي، على أن "التقارب السعودي الإسرائيلي، يظل مرهونا بتنفيذ مبادرة السلام، بما يسهم في تقدم العلاقات بين البلدين وتطبيعها".

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإتمام صفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل، قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، لكن الرياض تعلن باستمرار أن هذا الأمر مرهون بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى اتفاق أمني مع واشنطن.

في وقت سابق، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق، ديفيد بتريوس، إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية في الوقت الحالي يعد أمرا بعيد المنال".
وأضاف بتريوس، في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، أن "العائق الوحيد الكبير أمام تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب هو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني".
مناقشة