المرشد الإيراني يعلن "الوصايا" والرئيس الجديد يقدم "تعهدات" أمام الشعب خلال مراسم التنصيب

صادق المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأحد، على انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان رئيسا للجمهورية الإيرانية للولاية الرئاسية الرابعة عشر، في مراسم أقيمت في حسينية الإمام الخميني.
Sputnik
وأفادت وكالة مهر للأنباء، بأن بزشكيان وصل إلى مبنى الرئاسة وتسلم مكتب الرئيس من محمد مخبر، الذي كان رئيسا مؤقتا يسير أمور البلاد عقب وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي.
وفيما شدد خامنئي على ضرورة ألا تتجاهل الحكومة الجديدة القضايا الداخلية، وألا تبقى القضايا الداخلية معلقة ومرهونة بالقضايا الخارجية، تعهد الرئيس الجديد بأن "تكون خدمة الشعب على رأس أولوياتنا وأن كل المسؤولين الذين سيتم اختيارهم يجب أن يتعاملوا مع الشعب بكل محبة".
ابن سلمان وبزشكيان يؤكدان مواصلة تعزيز التعاون بين السعودية وإيران

وصايا المرشد

وفي توصياته للحكومة الجديدة، قال المرشد إن التوصية الأولى هي أن تستغل حكومة بزشكيان القدرة الكبيرة للشعب، وثروات البلاد المادية والطبيعية التي هي "أكثر بكثير مما استخدمناه حتى الآن".
وكانت التوصية الثانية "روح الجهاد"، إذ شدد خامنئي على أن يؤدي الجميع عمله بطريقة جهادية مثلما كان يفعل الرئيس الراحل الذي "كان جهادياً وحقاً لا يعرف ليلاً ونهاراً، ولم يكن يبحث عن الثناء على كل العمل الذي كان يقوم به"، على حد تعبيره.
كما أوصى المرشد بضرورة التعاون بين مختلف أجزاء النظام، قائلا إن البرلمان يجب أن يساعد الحكومة، وكذلك القضاء، كما يجب على القوات المسلحة والجميع أن يلعبوا دورا، وأن يأخذوا اجتماعات رؤساء الدول وتبادل وجهات النظر على محمل الجد.
وفي توصية أخرى، أكد المرشد أهمية احترام الأولويات، فإن كانت القضايا الثقافية والاجتماعية مهمة للغاية، فالأولوية اليوم من حيث الوقت للقضايا الاقتصادية، حيث ينبغي معالجتها من وجهة نظر القضايا الكلية ومن حيث تحسين معيشة الناس، مشددا على أنها "مهمة عاجلة وقصيرة الأجل ويجب إنجازها".
وأوصى المرشد الحكومة الجديدة بالاعتماد على القوة الداخلية، وعدم تعليق القضايا الداخلية وارتهانها بالقضايا الخارجية، كما أكد أن من أولويات الدولة في مجال السياسة الخارجية، هي العلاقة مع دول الجوار.
وقال: "لدينا نحو 14 جارا من حولنا، والتواصل مع الدول التي يمكنها توسيع مجالنا الدبلوماسي، مثل الدول الآسيوية والأفريقية، أمر مهم للغاية". التواصل مع الدول التي تعاونت معنا ودعمتنا أمر مهم وهذه هي سياستنا.
ولم ينس خامنئي التركيز على الحرب في غزة إذ وصفها بأنها "قضية عامة وعالمية"، مؤكدا أن "قوة المقاومة تتزايد يوما بعد يوم وأن العدو الصهيوني (إسرائيل) لم يتمكن من هزيمة المقاومة بكل ما يقدم له من مساعدة".
كيف ستكون سياسة إيران الخارجية في عهد الرئيس الجديد مسعود بزشكيان؟

تعهدات الرئيس

أما بزشكيان، فقد أكد في كلمته أنه "مسؤول أمام كل الشعب عن تنفيذ قوانين البلاد. نريد أن تتمتع إيران بالعدالة الاجتماعية وتمنح الحريات للمواطنين كافة، وأن تكون مقتدرة وتملك القدرات الردعية والدفاعية".
وقال إن دعم الشعب ورضاه هو معيار أساسي لتحمل المسؤولية في البلاد، مؤكدا أن "خدمة الشعب يجب أن تكون على رأس أولوياتنا".
وأضاف: "أتعهد وحكومتي المقبلة بالالتزام بالأطر العامة للقيادة بهدف تطوير البلاد"، منوها إلى أن وحدة الشعب الإيراني وقيادته هي من تضمن لنا التقدم نحو إيران القوية".
وشدد على ضرورة أن تصل إيران "إلى المرتبة الأولى في المجال الاقتصادي، وأن تعزز مكانتها في العالم الإسلامي"، مؤكدا ضرورة أن تكون لدى بلاده علاقات مبنية على التعامل البناء مع دول العالم خصوصاً الدول الإسلامية. وأضاف "سنسعى لتعزيز مكانة إيران وتعزيز علاقاتها الدولية على أساس مبدأ العزة، يجب أن نعمل لخدمة هذا الشعب بكل قوتنا وقدرتنا".
وتابع: "أتعهد أمام قائد الثورة أننا لن نسلك طريقاً إلا طريق العدالة والإنصاف وأن نواصل طريق الشهداء الذين خدموا هذا الشعب، وأشكر قائد الثورة الإسلامية وأطلب منه دعم حكومة الوفاق الوطني من أجل التغلب على الهواجس والمشكلات".
مناقشة