وقالت صحيفة "الشرق الأوسط"، القطع الإريترية التي جاءت بتوجيهات من الرئيس أفورقي، للتأكيد على "وقوفه مع الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف التي تمر بها البلاد"، وتوطيداً للعلاقات الراسخة بين الشعبين، وفق مسؤولين عسكريين سودانيين. وكان في استقبال الوفد الإريتري كبار قادة القوات البحرية السودانية.
ورغم مساعي إريتريا إلى توطيد العلاقات مع السودان، أعلنت الحكومة الإريترية بشكل مفاجئ طرد القائم بالأعمال السوداني، خالد حسن، وأنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه، وأمهلته 3 أيام للمغادرة، انتهت بالتزامن مع وصول بوارجها إلى بورتسودان.
من جانبه، صرح وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين، بأن بلاده تنتظر توضيحا من إريتريا على قرار طرد سفيرها، خاصة وأن الجيش السوداني يتمتع بعلاقات جيدة مع أفورقي، وسبق وأشاد بمواقفه مساعد القائد العام للجيش، الفريق ياسر العطا.
وشدد رئيس وفد البحرية الإريترية، أن بوارجه وصلت في "هذا الظرف الصعب لنؤكد أننا مع قضية السودان العادلة، ونقف دوماً مع قادة الجيش والبحرية والمشاة وسلاح الطيران، آملين أن يتعدى السودان هذه المرحلة"، مؤكدا أن موقف بلاده ثابت في رفض التدخلات الأجنبية.
ويرى المحلل السياسي السوداني، صالح عمار، إن خطوة إرسال إريتريا قطعاً من سلاح البحرية إلى السواحل السودانية ما هي إلا "رسالة إلى إثيوبيا ودول إقليمية أخرى بأن العلاقات بين إريتريا والسودان قوية، وأنها على استعداد لحمايته".
وأرجع صالح الموقف الإريتري إلى ما يتردد من مزاعم عن وجود علاقات وثيقة تربط إثيوبيا ودولاً أخرى بـ"قوات الدعم السريع"، وهو ما تراه يشكل خطراً عليها.
وفسر المحلل السياسي توتر العلاقات بين البلدين، وقرار طرد الحكومة الإريترية للسفير السوداني، بأنه رد فعل على الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى بورتسودان، ولقائه بقائد الجيش السوداني، كما استبعد أن يكون التحرك بتنسيق بين إريتريا وروسيا، أو أن له علاقة بالصراع الدولي في منطقة البحر الأحمر.