وأضاف سيداتي لـ"سبوتنيك"، أنه "لا فرنسا ولا غيرها يمتلكون حق إعطاء سيادة أو دعم سيادة لأي بلد على الصحراء الغربية لأن من يمتلك سيادة في الصحراء الغربية هو الشعب الصحراوي، ولن يتأتى لأي تسلط على أرض الصحراء الغربية، فالشعب الصحراوي هو السيد وهو من يمتلك هذه السيادة ويمارسها من حقه الثابت في تقرير المصير والحرية والاستقلال، وهو حق أثبتته المنظمات الدولية واعترف به العالم، والأمم المتحدة ماضية جاهدة في إيجاد حل عادل وسلمي مبني على الشرعية الدولية".
وأشار سيداتي، بالقول: "نثمن عاليا الموقف الجزائري، ونرى أنه يتناسب مع ما أقدمت عليه فرنسا كردة فعل، وأساساً، إن هذا يعبر عن موقف الجزائر الداعم دائماً للقضايا العادلة، وخاصة لمبدأ تقرير مصير وحق شعوب في تقرير مصيرها، وفي هذا المقام تؤكد الجزائر تمسكها بالشرعية الدولية وبالقانون الدولي الذي يجب الاحتكام إليه وليس لأي بلد أن يقر مكان صاحب الحق وفي هذه الحالة هو الشعب الصحراوي".
ووفقا لوزير خارجية الصحراء الغربية، فإنه "ليس لفرنسا، التي دعمت منذ البداية الغزو المغربي للصحراء ومدت المغرب بكل وسائل القتل والدمار للوقوف بوجه مقاومة الشعب الصحراوي، بل أكثر من هذا أريد التذكير على أن فرنسا، بهذا الموقف، هي في الحقيقة تعرقل الجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل وسلمي، وندرك ونعرف تماما أنه منذ بداية هذا النزاع وفرنسا متورطة في محاولة عرقلة الجهود الأممية وعرقلة مسار السلم إلى درجة أنها أشلت عمل المنتظم الدولي فيما يخص الصحراء الغربية، إذاً لم نفاجأ حقيقة بهذا الموقف الفرنسي الشنيع وهذا الموقف الذي يتعارض للمجهودات، وخاصة من طرف بلد عضو دائم في مجلس الأمن وعليه مسؤوليات الحفاظ على السلم والحفاظ على الاستقرار والحفاظ على مصالح العالم وعدم زرع بلبلة".
وتابع سيداتي: "فيما يخص الموقف الفرنسي، دائما لأن هذا الموقف سلبي والذي دائما عبّرت عنه فرنسا لا يفاجئنا، وهو يأتي في هذا الظرف ربما لتداعيات أو لتراجع النفوذ الفرنسي في أفريقيا، وأيضا بحكم الأزمة الداخلية التي تعصف بالنظام في فرنسا".
وأكد سيداتي على أن "كل هذه المعطيات لا تبرر بتاتا الرجوع إلى جادة دعم التوسع والعدوانية، بل كان يجب الاحتكام إلى الشرعية الدولية، ولهذا فنحن مرة أخرى ندعم ونثمن الموقف الجزائري الثابت في دعم قضايا الشعوب، سواء تعلق الأمر بفلسطين أو بالصحراء الغربية، ولكن أيضا ضرورة الاحتكام إلى مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحل النزاعات، ولهذا فقضية الصحراء الغربية قضية التصفيق والاستعمار، وحلها يكون في أن يمارس الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، فمثل هذا الموقف هو كصب الزيت على النار وهو يهدف في عمقه إلى الإبقاء على نزاع له عواقبه ومضاعفاته السلبية على الأمن والسلم في منطقة المغرب العربي وفي شمال أفريقيا".