مراقبون: قبول إسرائيل رد المقاومة على اغتيال هنية وشكر يحدد مصير المرحلة المقبلة

مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب اغتيال إسرائيل قيادات في حركة حماس و"حزب الله" اللبناني، تتجه الأنظار إلى رد محور المقاومة المنتظر من إيران واليمن و"حزب الله" وربما حركة حماس.
Sputnik
ويرى مراقبون أن مآل الأوضاع تتوقف على مدى تقبل إسرائيل لرد محور المقاومة على اغتيال إسماعيل هنية، وقوة ردها المقابل، وهو ما يعني الحرب الشاملة أو التوصل لصيغة سياسية في غزة ولبنان والمنطقة برمتها.
وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم الجمعة، إسرائيل بانتقام قاس وحتمي، ردا على مقتل القيادي في "حزب الله" اللبناني، فؤاد شكر.
واعتبر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، والقائد العام لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، أمس الخميس، أن "الثأر من الصهاينة سيكون حتميا"، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، في طهران.
وشارك الآلاف، أمس الخميس، في تشييع القيادي الكبير في "حزب الله"، فؤاد شكر، المعروف بـ "السيد محسن"، في موكب ضخم انطلق من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى روضة الحوراء زينب في الغبيري.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، اغتيال القيادي البارز في "حزب الله"، فؤاد شكر، إثر غارة جوية استهدفت مبنى سكنيا في العاصمة اللبنانية بيروت، بينما قال الحزب إنه ينتظر رفع الأنقاض لتحديد مصيره.
مسؤول إسرائيلي: لا توجد حماية كافية لمستوطنات الشمال حتى 5 كلم من الحدود مع "حزب الله"

توقيت مثالي

قال الدكتور حسان الأشمر، الأكاديمي اللبناني، أمين عام الجمعية العربية للعلوم السياسية، إن ما جرى على لبنان وطهران عدوان إسرائيلي كامل الأوصاف، استهدف قيادات في المقاومة، وزعيما سياسيا وهو إسماعيل هنية، ورد محور المقاومة سيأتي كما أكدت مختلف الجهات سواء في طهران أو بيروت، ويبقى السؤال حول إمكانية قبول إسرائيل بهذا الرد أم لا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "فيما يتعلق بتهديد الدخول البري إلى لبنان، ليست جديدة، فمنذ دخول حزب الله في هذه المعركة وإسرائيل تهول حول هذه المسألة، لكن الجيش الإسرائيلي ليس بحالة الآن تسمح بأن يقوم بأي عملية على الجبهة الشمالية".
وفيما يتعلق بسيناريوهات المرحلة المقبلة، يرى الأشمر أن الوضع الآن في ذروة التصعيد والحرب، وإذا تمكنت إسرائيل من قبول ضربة المقاومة التي ستوجه إليها وقامت برد محدود مقابل ذلك، قد يكون مآل الأمور إلى تسوية سياسية، وغير ذلك سنكون أمام الحرب الشاملة.
وأشار إلى أن المعطيات الإقليمية والدولية تؤكد بأن الحرب الشاملة لا تزال مستبعدة رغم التهويل الإسرائيلي، لأن أمريكا والقوى الكبرى وإيران وحزب الله لا يرغبون بالحرب الشاملة، وإسرائيل غير قادرة على هذه الحرب بدون غطاء وتدخل أمريكي مباشر.
وتابع: "هذه المرحلة مرحلة مفصلية، إما التسوية أو الانفجار الشامل، ونتنياهو قد حصل على صورة النصر التي فشل فيها طوال 10 أشهر من الحرب على غزة، بأنه قد قضى على قيادات سياسية عسكرية من الصف الأول بالمقاومة، وفي نفس الوقت محور المقاومة من خلال رده القادم، أسس لمبدأ التوازن في الردود والهجمات التي تحدث بين الأطراف".
ويعتقد أننا في مرحلة مثالية لوقف الحرب، حيث يقدم نتنياهو لجمهوره الصورة التي يريدها من النصر، والمقاومة تثبت معايير جديدة للتوازن في المنطقة، وتبقى مسألة الأسرى، والتسوية القادمة ستكون نتيجتها الأساسية الأسرى وبعض التسويات التي يمكن أن تحدث على مستوى قطاع غزة وجنوب لبنان.

حرب واسعة

الآلاف يشيعون القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر
في السياق، اعتبر المحلل السياسي اللبناني داوود رمال، إن الوساطات السياسية وحركة الموفدين تجاه لبنان، جميعها تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، والتي تطالب لبنان بوقف جبهة الإسناد لقطاع غزة، وتطبيق القرار رقم 1701 من جانب واحد، من دون التزام إسرائيل به.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الأخطر في هذه الطروحات بأن إسرائيل تطالب بترتيبات أمنية كانت السبب الرئيسي في إسقاط اتفاق 17 مايو/ أيار 1984، وهي تعني وضع منطقة جنوب الليطاني بالكامل تحت الوصاية الدولية، بحيث تكون خارج سلطة الشرعية اللبنانية، وهو أمر مرفوض.
ويرى رمال أن "نتنياهو يتصرف وكأنه ملك العالم، ويحظى بدعم غربي، وجاء من زيارة الولايات المتحدة بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو ماض في الحرب ولن يوقفها في غزة، كما لن يوقف عمليات الاغتيال الأمنية بل ذاهب إلى توسيعها، وأبلغ بعض الوسطاء أنه سيمضي في قتل جميع قادة حماس في أماكن تواجدهم بالدول، ما يعني أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد وقد تتدحرج في أي وقت إلى الحرب الواسعة".
وتابع: "الجميع ينتظر رد المقاومة، والذي لن يكون موحدا في كل الجبهات، سيكون هناك رد إيراني، وآخر يمني، وثالث من حزب الله، وننتظر ماذا ستفعل إسرائيل تجاه هذا الرد، لكن المؤشر سلبيًا، حيث نشرت تل أبيب منصات الصواريخ الباليستية وهي لم تفعلها منذ عملية طوفان الأقصى، وهو ما يعني أن الرد سيقابله قصف باليستي على إيران واليمن وربما لبنان".
ويرى رمال أن الحل السياسي لم يعد قائمًا، وأي تسوية ستكون بعد الحرب الواسعة، التي سينتج عنها الجلوس على طاولة التفاوض.
وأعلنت كل من حركة "حماس" الفلسطينية وإيران، صباح يوم الأربعاء الماضي، اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، عقب مشاركته بحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي، إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير، متزامنة مع تهديدات إسرائيلية بشن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر إليه دولا أخرى في المنطقة.
مناقشة