هل تؤثر "الاحتجاجات" في المغرب على تطوير العلاقات مع إسرائيل

تشهد الساحات المغربية احتجاجات واسعة بين الحين والآخر، تنديدا بالممارسات الإسرائيلية وعمليات الإبادة في غزة، كما ترفع العديد من المطالب خلال التظاهرات.
Sputnik
رفعت العديد من الاحتجاجات التي شهدتها المدن المغربية، مطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل التي عادت مؤخرا، كما تطالب بقطع كافة أشكال العلاقة السياسية والتجارية.
بلغ حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل 55.7 مليون دولار عام 2022، وفق معطيات رسمية قدمها معهد اتفاقيات "أبراهام" للسلام، ومقره في تل أبيب.
احتجاجات واسعة
وفق خبراء فإن الرأي العام في المغرب، يقف ضد إقامة أي علاقات مع إسرائيل، ما ينذر بعدم تطويرها في أقل تقدير في الوقت الراهن.
وفي وقت سابق، وبدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، خرج آلاف المغاربة في أكثر من خمسين مدينة، للتنديد باستمرار "القصف الإسرائيلي لمدينة رفح بقطاع غزة، وللمطالبة بإسقاط التطبيع".
إسرائيل والمغرب توقعان اتفاقية جديدة بشأن مجالات النقل بين البلدين
وأكدت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أن "115 مظاهرة خرجت يوم الجمعة في 56 مدينة بالمغرب نصرة لفلسطين وتنديدا بالحرب المستمرة على غزة".
وعادت العلاقات بين المغرب وإسرائيل في عام 2020 بموجب اتفاق رعته الإدارة الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تضمن أيضا اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء.
في الإطار قال الخبير السياسي والأمني محمد الطيار، إن الحتجاجات في المغرب ضد الممارسات الإسرائيلية في غزة، تأتي في إطار الممارسات الديمقراطية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن اتساع رقعة الاحتجاجات في المغرب ضد ممارسات الحكومة المتطرفة في إسرائيل، لا تؤثر على العلاقات بين تل أبيب والرباط.
ويرى أن الخروج الجماهيري للشارع لا يمثل أي تناقض بشأن مواقف المغرب من القضية الفلسطينية وعلاقته بإسرائيل.
وزير الثقافة المغربي السابق لـ"سبوتنيك": الصراع بين محوري إيران وإسرائيل تحول إلى عسكري هجومي
وتابع " كل ما يشهده المغرب من تظاهرات تندد بالممارسات وترفع بعض المطالب، لا تؤثر على العلاقات القائمة بين إسرائيل والرباط، القائمة على تبادل الخبرات في المجال الفلاحي والعسكري، والعديد من المجالات، وهي اتفاقيات طبيعية موقعة بين الدولتين، ضمن لإطار الاتفاقيات الدولية المعمول به بين عديد من البلدان.
تأثير الرأي العام
في الإطار قال المحلل السياسي المغربي، علي السرحاني، إن السلطات في البلاد تدرك أن الرأي العام ضد أي علاقات مع إسرائيل.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرأي العام يدرك في الوقت ذاته، أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل هي براغماتية، ولصالح الدولة المغربية، وفي المصالح والمقتضيات التي تراها المملكة.
ولفت إلى أن الرأي العام يقف ضد كافة الممارسات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وغزة، كما هو الموقف الرسمي، الذي لا تؤثر عليه العلاقات الرسمية مع تل أبيب.
حجم التبادل
وفق إحصائيات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، شهدت تدفقات الاستيراد والتصدير بين البلدين نموا ملحوظا بلغ نسبة 32% العام الماضي، مشيرة إلى أن "هذه الزيادة تمثل أكثر من ضعف الصفقات التي تمت بين البلدين عام 2020، والتي بالكاد بلغت 22.5 ملايين دولار من نفس العام".
وفق التقرير جاء التطور التجاري لصالح إسرائيل، إذ زادت صادراتها إلى المغرب من 10.2 إلى 37.9 ملايين دولار بين عامي 2020 و2022، كما تطورت الصادرات المغربية إلى إسرائيل، إذ زادت من 11 إلى 17.8 ملايين دولار.
خبراء: المغرب لن يشارك في أي تحالف إسرائيلي ضد إيران
استئناف العلاقات
يذكر أنه في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلن المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد قطعها في عام 2000، بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وفي شهر يوليو/2023، وجّه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لزيارة الرباط، حيث نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بيانا صرح من خلاله أن العاهل المغربي قد دعا نتنياهو إلى زيارة الرباط، وهي الدعوة التي جاءت على خلفية اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
ويشار إلى أن المغرب كان قد وقّع مع إسرائيل، في وقت سابق، مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني، حيث تسمح الاتفاقية للجيش المغربي بالحصول على معدات أمنية إسرائيلية عالية التقنية، والعمل من أجل التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.
ووقّع المغرب على اتفاقية لشراء نظام دفاع جوي مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة 500 مليون دولار للحصول على نظام الدفاع الجوي والصاروخي "باراك - إم إكس"، وذلك وفي فبراير/ شباط2022 .
مناقشة