وأضاف في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "هذه التحضيرات تهدف إلى أمرين، الأول تجهيز القطاع الصحي في حال حدوث أيّ طارئ وتشبيك المستشفيات والقطاعات الطبية ورفع مستوى الجهوزية في القطاع الصحي، والأمر الثاني هو متابعة احتياجات النازحين، الذين يعانون من أمراض مزمنة إذ أنه حاليًا لدينا أكثر من 100 ألف نازح لديهم احتياجات صحية، وعليه فقد وضعنا خطة للتعامل معهم وتأمين العلاجات اللازمة".
وتابع: "هناك 20 فريقًا صحيًا متنقلًا ونعمل على زيادتهم إلى الضعف وغالبيتهم في الجنوب ونحن في صدد تحضير فريق لمنطقة الشوف والبقاع الغربي".
وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض
© Sputnik
وشدّد الأبيض على أن موقف الحكومة اللبنانية الواضح برفضها للحرب والمطالب بوقف إطلاق النار الفوري على قطاع غزة وجنوب لبنان، أكّد على "إجراء تدريبات عالية المستوى للكوادر الطبية كي تستطيع أن تعالج عددًا كبيرًا من الجرحى من كل الحالات، لا سيما أنّ إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دوليًا ومنها القنابل الفوسفورية، مما استدعى تجهيز المستشفيات وفتح أقسام جديدة على غرار ما حدث في مستشفى النبطية الحكومي، حيث افتتح قسم خاص بالحروق".
وأشار وزير الصحة اللبناني إلى أن "مستشفيات الجنوب لا تزال تعمل بما فيها مستشفيات الخطوط الأمامية وهي تقدم الخدمات الأساسية، كما تم تقسيم المستشفيات بين حمراء وبرتقالية وخضراء، بحسب موقعها واحتمالية تعرض هذه المناطق إلى استهدافات إسرائيلية".
ولفت الأبيض إلى أن "العمليات الباردة التي تجرى في المستشفيات تتوقف خلال أيّ طارئ والقطاع الصحي يتوجّه للتركيز على الحالات الساخنة"، مشيرًا إلى أن "الوزارة أجرت مسحًا بيانيا للنازحين للاستفادة من الكوادر الطبية والتمريضية النازحة لرفع الطاقة الاستيعابية".
وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض
© Sputnik
وأكّد وزير الصحة اللبناني أنه "تم عقد اجتماعات في وزارة الصحة مع نقابة مستوردي الأدوية والمستلزمات الطبية، والجميع قدّموا التقارير التي تفيد بأنّه هناك مخزون يكفي لمدة 4 أشهر"، وطمأن أنّه "لا مركزية للتخزين إذ أن هذا المخزون يوزّع على مستودعات في مختلف المناطق، ولا داع للتخزين طالما أنّ الأدوية متوفرة والوزارة حريصة على أن تبقى متوفّرة لجميع اللبنانيين حتى في حال توسع المواجهة".
أمّا فيما يتعلق بالنازحين السوريين في لبنان، قال الأبيض إن "هناك مشكلةً واضحةً في هذا الملف لأنّهم تحت مظلة الأمم المتحدة، التي لا تقوم بواجباتها وسط هذه الأزمة الشديدة، على اعتبار أنّه هناك تقليصًا كبيرًا في المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين السوريين، وهو ما أدّى إلى طرح العديد من التساؤلات حول كيفية التعامل معهم في حال أصيبوا جراء أيّ استهداف، ولبنان قام بمسؤوليته في هذا الإطار إذ أنّه كان من أكبر الدول المانحة للنازحين السوريين".
وأضاف الأبيض أنّه "يقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية ضخمة ولكنّه يتراخى عن قيامه بمهامه تجاه اللاجئين، وهناك أعدادًا كبيرة منهم يتواجدون في الجنوب والبقاع من أصل مليون ونصف لاجئ مقيم على الأراضي اللبنانية، مما دفعنا لإثارة هذا الملف مع الأمم المتحدة ليقوموا بواجباتهم".
وعبّر الوزير اللبناني عن "خشيته من قيام الجيش الاسرائيلي باستهداف القطاع الصحي"، وعليه أعلن أنّه طالب "مرارًا وتكرارًا عبر القنوات الدبلوماسية احترام القوانين الدولية والمعاهدات الموقعة في جنيف لحماية مؤسسات القطاع الطبي"، وأردف: "ونحن نقوم بواجبنا في هذا الملف ونضع هذه المؤسسات الدولية أمام مسؤولياتها بغض النظر عن أنها تقول كثيرًا وتفعل قليلاً"، مشيرًا إلى أنه "حتى الساعة سقط أكثر من 22 شهيدا من العاملين في القطاع الصحي في لبنان".
وأشاد وزير الصحة بـ"النظام الصحي اللبناني على اعتبار أنّه واجه أزمات عديدة منها وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت، على الرغم من هجرة 30% من العاملين فيه، إذ أنّ القطاع أثبت أنّه صلب وقادر على مواجهة كل الأزمات"، مرجعًا أسباب القوة إلى "التنسيق الدائم بين مختلف مكوناته سواء الخاصة أم العامة، وعليه إنّ كل النقابات العاملة في قطاع الصحة ممثّلة في الوزارة وفي غرفة الطوارئ الصحية وكل القرارات تتخذ بالإجماع"، موجهًا "تحية كبيرة للعاملين في القطاع الصحي في لبنان".