لعدة أسباب.. حشد السفن الأمريكية في الشرق الأوسط لن يردع إيران

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإرسال المزيد من الوحدات البحرية إلى المنطقة، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، التي تتوعد بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية على أراضيها.
Sputnik
وتريد واشنطن امتلاك قوة عسكرية في الشرق الأوسط بمستويات تمكنها من ردع إيران ومنعها من توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، ويظهر ذلك في الإعلان عن إرسال سفن مختلفة كان آخرها ما أعلن عنه وزير الدفاع الأمريكي لويد أستون، أمس الإثنين، الذي أمر مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، المجهزة بطائرات "إف 35"، بالإبحار بشكل أسرع إلى الشرق الأوسط، إضافة إلى نشر غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جورجيا".
قائد عسكري أمريكي: حاملة الطائرات النووية العملاقة "عاجزة" أمام "أنصار الله"

تآكل الردع الأمريكي

شهدت العقود الماضية استخدام الولايات المتحدة استراتيجية عسكرية تقوم على ردع خصومها في العديد من المناطق حول العالم، وهي استراتيجية تعتمد على حشد قوة عسكرية ضخمة يمكنها إجبار الخصم على تغيير خططه العسكرية حتى بدون حرب، في بعض الحالات.
لكن في الوقت الحالي، يبدو أن قوة الردع الأمريكي تآكلت لدرجة أن تحريك حشودها العسكرية إلى بعض المناطق حول العالم أصبح بلا تأثير يذكر نتيجة لتغير موازين القوى والظروف الاستراتيجية المرتبطة بتحالفات استراتيجية جديدة وتنامي القدرات العسكرية لبعض الدول مقابل تراجع القدرات القتالية للجيش الأمريكي، والأزمات الداخلية التي يعاني منها، بحسب تقرير لـ"سبوتنيك"، النسخة الإنجليزية، تناول أبرز الأزمات الداخلية التي تسببت في تراجع نفوذ واشنطن عالميا.
تراجع معدلات إنتاج الأسلحة والذخائر وارتفاع هائل في تكلفة ما يتم إنتاجه.
إرهاب ميزانية الجيش الأمريكي ببرامج أسلحة بتكاليف غير مسبوقة دون أن يكون لها جدوى عسكرية حتى الآن.
تراجع المخزون الاستراتيجي من الأسلحة والذخائر بسبب ما يتم إرساله إلى أوكرانيا وإسرائيل.
عدم القدرة على تجنيد أعداد كافية من الأمريكيين، الذين يمكنهم تلبية احتياجات الجيش المتزايد.
رفض بعض الشباب لفكرة الواجب الوطني المرتبط بأداء الخدمة العسكرية.
ارتفاع معدلات الاستقالات داخل الجيش بسبب قواعد إلزامية يرفضونها.
زيادة مستويات البيروقراطية داخل الجيش وزيادة أعداد الرتب العسكرية الكبيرة بنسبة عالية مقارنة بأوقات الحرب العالمية الثانية.
تغير استراتيجية الحروب الحديثة التي جعلت البحرية الأمريكية عاجزة أمام قوى صاعدة أو جماعات مثل "أنصار الله" اليمنية.
الدفاع الأمريكية ترسل غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد التوترات
وتناول التقرير كيف أصبحت قوة أمريكا العسكرية محل تساؤل حتى من حلفائها، الذين أصبح بعضهم يرى أنها مجرد نمر من ورق أو إمبراطورية أصابها الوهن.
كما شككت وسائل إعلام أمريكية، في وقت سابق، في جدوى الاعتماد على استراتيجية الغرب العسكرية في الحروب الحديثة، مشيرة إلى أنه بإمكان مجموعات مسلحة أن تقوض قوة الجيوش الغربية وفي مقدمتها الجيش الأمريكي، بثمن زهيد.
ففي جنوب البحر الأحمر، نموذج فشل الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، التي تعتمد على امتلاك تقنيات عسكرية فائقة التطور لتحقيق نصر عسكري حاسم، ويؤكد ذلك عجز الأساطيل الأمريكية عن مواجهة "أنصار الله"، التي تستخدم صواريخ وطائرات مسيرة رخيصة التكلفة لمواجهة أغلى الأسلحة الغربية.
بتكلفة زهيدة.. "حماس" و"أنصار الله" تكتبان نهاية استراتيجيات الغرب العسكرية في إسرائيل والبحر الأحمر
ويؤكد ذلك تصريحات الأدميرال جورج ويكوف، قائد الأسطول الخامس الأمريكي، الذي يتولى مهام التصدي لـ"أنصار الله"، التي قال فيها إن "الأساطيل الحربية العملاقة التي تضم حاملات طائرات نووية غير قادرة على وقف التهديدات التي تشكلها "أنصار الله" اليمنية للسفن العابرة للبحر الأحمر".

الوضع في الشرق الأوسط

تأتي التحركات الأمريكية في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لهجوم إيراني وعدت به، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في مقر إقامته بطهران، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتياله رسميا.
الذراع الطويل.. معلومات عن أسطول الطائرات المسيرة التابع لـ"أنصار الله"
مناقشة