وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى اليوم للمرة الثالثة بعد 7 أكتوبر، والسادسة بعد توليه حقيبة الأمن القومي في حكومة نتنياهو، حيث يحاول مع الوزراء المتطرفين والجمعيات الاستعمارية فرض أمر واقع جديد في مدينة القدس، والمسجد الأقصى بشكل خاص.
وأكد أن ما حدث في المسجد الأقصى هو اعتداء على الوصاية الهاشمية والإدارة الأردنية للمقدسات الدينية في مدينة القدس، واعتداء على إرادة المجتمع الدولي التي تعترف بأن القدس الشرقية مدينة واقعة تحت الاحتلال، وتعترف أيضا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية فيها.
ويرى الرفاعي أن الجمعيات الاستعمارية والحكومة الإسرائيلية تستغل ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وانشغال الرأي العام العالمي في هذه الحرب، ومحاولات المجتمع الدولي خلق فرصة لوقف العدوان، وتقوم بتمرير مخططات تهويدية استيطانية في مدينة القدس من أجل طرد أكبر عدد من العرب، وهي تسابق الزمن لفرض أمر واقع جديد، في محاولة لطرد السكان العرب وإحلال المستوطنين مكانهم من خلال هذه الجرائم.
وفيما يتعلق بمهاجمة مكتب نتنياهو لعملية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قال إنه أمر متكرر، ودائما ما يحدث، حيث صرح مكتب نتنياهو بعد اقتحام بن غفير للمسجد قبل أشهر، خلال مسيرة الأعلام بأنه لا مساس بالأمر الواقع والوضع التاريخي والقانوني في مدينة القدس، وأكد المكتب اليوم أن بن غفير الذي قال إنه صلى بحرية في جبل الهيكل، لا يمثل السياسية الإسرائيلية، وأنهم يحترمون وضع المدينة.
ومضى قائلًا: "هذه تصريحات إعلامية لذر الرماد في العيون، حيث يستطيع نتنياهو أن يمنع وزراء حكومته من المشاركة في هذه الاقتحامات، لكن اليوم شارك بن غفير والوزراء المتطرفين، وأعضاء كنيست عن حزب الليكود في اقتحام المسجد، وكانوا على رأس السجود الملحمي، وأدوا صلوات تلمودية ورفعوا الأعلام الإسرائيلية داخل الأقصى".
وشدد على أن تصريحات مكتب نتنياهو إعلامية، في محاولة لإرضاء المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، الذي يرفض تلك التحركات والاقتحامات.
وهاجم ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مؤكدا أن ما حدث صباح اليوم في "جبل الهيكل" (المسجد الأقصى) يعد تجاوزا للوضع القانوني القائم.
وقال مكتب نتنياهو، إن "وضع السياسة في جبل الهيكل يخضع مباشرة للحكومة ورئيس الوزراء"، مؤكدا أن "سياسة إسرائيل بشأن المسجد الأقصى لم تتغير ولا توجد سياسة خاصة أو وضع محدد لوزير معين هناك، لا من قبل وزير الأمن القومي ولا من قبل أي وزير آخر".
وحملت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ممارسات المستوطنين في المسجد الأقصى المبارك، وخطورتها في استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين.
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من "تداعيات الاستفزازات الخطيرة لاقتحامات المستعمرين الإرهابيين للمسجد الأقصى"، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا.
وطالب أبو ردينة، "الإدارة الأمريكية بالتدخل بشكل فوري لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخيّ والقانوني في مدينة القدس، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والاعتداءات في الضفة الغربية إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه".
واقتحم مئات المستعمرين، صباح اليوم، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى، إن نحو 1200 مستعمر اقتحموا بحات المسجد الأقصى في الساعات الأولى من الاقتحام.
وتواصل إسرائيل انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية مع استمرار حربها على قطاع غزة، التي بلغت حصيلتها حتى الآن أكثر من 39 ألف قتيل وما يقرب من 90 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين.