ويقول مراقبون إن نتنياهو يعرقل المحادثات حتى لا يتم استبعاده وملاحقته قانونيًا بعد توقف الحرب، فيما سيكون هناك انعكاسات كبيرة على خلافه مع غالانت حول هذه النقطة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن "إسرائيل هي سبب تأخير إبرام الصفقة"، لافتًا إلى أن "واجب الحكومة هو تهيئة الظروف لإعادة المختطفين من خلال ضغط عسكري وصفقة حتى لو كانت على أكثر من مرحلة".
من جهته، رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على غالانت، متهما إياه بأنه "يتبنى الرواية المناهضة لإسرائيل وبالإضرار بفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين".
تصاعد الخلافات
اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الخلاف بين غالانت ونتنياهو غير مسبوق، حيث سبق وأن حدث خلافات حتى أثناء الحرب لكن ليست في معركة قوية وضروس مثل هذه.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المشكلة لدى نتنياهو أنه يواجه وزير دفاع سياسي وعسكري في الوقت نفسه ولديه اتصالات واطلاع، وهناك أحاديث بأنه تراجع عن إقالته أثناء الحرب، بسبب تلويحه بكشف بعض الحقائق منها انهيار نتنياهو وقت الحرب بعد هجوم 7 أكتوبر.
وقال إن هناك رواسب كثيرة ستطفو على السطح في ظل هذه المواجهات، وفي ظل عجز المستوى العسكري عن إنجاز أهداف الحرب، لذلك هناك تبادل اتهامات طول الوقت، ومخاوف لدى نتنياهو أن يتحول غالانت إلى بديل ويحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية ولو مرحليًا لقيادة تل أبيب في هذه المعركة، خاصة وأن سياسات نتنياهو لا تشعل غزة أو الضفة فقط، بل تهدد استقرار المنطقة.
ويعتقد الخبير المصري أن هناك مراجعات في واشنطن إزاء هذا الانقسام الخطير، خاصة وأن استطلاعات الرأي تظهر بأن أغلبية الأمريكيين يرفضون إرسال قوات لحماية إسرائيل من جيرانها، حال شنت هذه الدول حربا عليها، ولذلك الدور الوظيفي لإسرائيل يتقلص، والردع يسقط، وهناك حاجة لإعادة التفكير في المسار كله الذي يرفض اليد العربية المدودة للسلام منذ 1982.
ويرى أنور أن التصعيد والخلافات الداخلية التي تجعل نتنياهو في مجال مناورة محدود، سيكون لها صدى كبير خلال الأيام القليلة الماضية.
عرقلة نتنياهو
من جانبه، اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن نتنياهو كان ولا يزال المعرقل الأساسي في إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، حيث يدرك بأن إبرام الصفقة التي حضرها الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا ستنهي الحرب وحياتيه السياسية في آن.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، بعد انتهاء الحرب سوف يواجه نتنياهو القضاء والمحاكم في قضايا الرشوة والفساد، وكذلك سيواجه لجنة تحقيق برلمانية والتي ستحمله المسؤولية الأولى والأخيرة عن أحداث 7 أكتوبر.
وأكد أن غالانت هاجم نتنياهو لأنه يريد هذه الصفقة، حيث يعلم أن الجيش الإسرائيلي قد استنفد كل قواه في غزة، بعد أن دمرها بشكل كامل، وهو ما أكدت عليه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والتي ترى بأن الصفقة جيدة لإسرائيل، وأنه لا يمكن تحقيق أكثر من ذلك.
وأوضح أن غالانت يفكر في التعنت الإسرائيلي وتأثيره على موازين القوى في المنطقة، وإن كان هناك دعم أمريكي وأوروبي، لكن في نهاية الأمر لا أحد يعلم بما في ذلك واشنطن ما الذي يريده نتنياهو.
وبين أن هناك هجوما من قبل اليمين الإسرائيلي الفاشي، سواء في الحكومة أو الشارع على غالانت، وهناك مطالبات بإقالته، وهو ما يمكن أن يحدث حال وافق جدعون ساعار على أن يكون بديلا له.
ودعا قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاستئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء أو الخميس المقبل، لسد جميع الثغرات في الاتفاق، الذي وضعه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن التهدئة في غزة، ولبدء تنفيذه دون أي تأجيلات جديدة، معربين عن الاستعداد لوضع مقترح نهائي للتغلب على الثغرات في الاتفاق.
يذكر أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد أعلن عزمه إرسال وفد إلى الاجتماع، الذي دعا إليه زعماء قطر ومصر والولايات المتحدة، بالدوحة أو القاهرة، في 15 أغسطس/ آب الجاري، لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.