وذكرت وسائل إعلام مغربية، أن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، عاد للعمل، بعد تعيين وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسن كعيبة، نائبا لديفيد كوفرين، رئيس المكتب بالرباط.
وفي تصريح سابق، قال كعيبة في سياق بشأن الموقف الشعبي المغربي المناهض للعمليات الإسرائيلية في غزة، لصحيفة "هسبريس" المغربية، إن "كل من يتعاطف مع حركة "حماس" ليس بشرا، ولا يمتّ للإنسانية بصلة، وعليه أن يراجع موقفه".
وتعليقا على تعيين حسن كعيبة، قال عضو البرلمان المغربي السابق، عبد العزيز أفتاتي، إن "التطبيع فُرض فرضا على المغاربة، ولا يمتّ بصلة لإرادة وقناعة الشعب المغربي، في مناهضة الجرائم، باعتبارها من أبشع ما عرفته البشرية من ظلم وقهر وتهجير واحتلال استيطاني وإبادة جماعية".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "عودة ممثل إسرائيل إلى المغرب تندرج في سياق اختيار دولة، لكنه على المستوى الشعبي مرفوض ومدان".
مسار "طوفان الأقصى"
واستطرد أفتاتي: "لا أحد يعلم أجندة الدولة المطبعة، لكن مسار عملية "طوفان الأقصى" والمقاومة الفلسطينية واحتضان الشعب الفلسطيني للمقاومة وصمود الأسطوري، هو من سيحدد مسارات المستقبل".
وتابع: "في تقديري، فإن هذه البعثة لا مستقبل لها، ولا لمثيلاتها في البلدان التي انحازت لخيار التطبيع بلا ريب".
ويرى أن "هناك ضرورة لقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان، والذي يقتات على دعم و إسناد الاستعمار الجديد الأمريكي البريطاني".
وشدد على "استمرار الشعب المغربي في رفض التطبيع، وفي المقابل تصعيد إسناد المقاومة من طرف كل التيارات السياسية والاجتماعية والفكرية الحقيقية دون استثناء".
هل توقف المكتب عن العمل؟
في الإطار، قال الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، إن "مكتب الاتصال بالرباط لم يتوقف عن العمل، ولم يتم إعلان ذلك مطلقا منذ بداية الحرب على غزة، حتى يُقال الآن إنه "عاد للعمل"، وذلك بالرغم من الزخم الشعبي المغربي الرافض للتطبيع والمطالب بضرورة إغلاقه، وإلغاء كل الاتفاقيات التطبيعية، التي تم إبرامها خارج الإرادة الشعبية منذ 4 سنوات تقريبا".
تحدي الإرادة الشعبية
وأضاف هناوي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المستجد هو إعلان التحاق أحد الإسرائيليين بالمكتب في بداية شهر أغسطس/ آب الجاري، وهو المدعو حسن كعيبة (المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الإسرائيلية بالعربية سابقا)، في منصب نائب مدير مكتب الاتصال، وهو المسؤول الذي صرح قبل أشهر أن المغاربة "ليسوا بشرا" لأنهم خرجوا في مسيرات وفعاليات شعبية داعمة للمقاومة الفلسطينية في سياق "طوفان الأقصى"، وهو ما اعتبرته القوى الشعبية إهانة مزدوجة للمغرب والمغاربة رسميا وشعبيا، باستمرار فرض التطبيع، والوصف الذي قاله كعيبة".
ما تبعات الخطوة؟
وتابع عزيز هناوي: "ما تزال الدولة المغربية مصرّة على تحدي الإرادة الشعبية العارمة بعدم إقرار السلطات بإغلاق مكتب الاتصال، كما سبق لها ذلك قبل 20 عاما في ظروف أقل بكثير من الظروف الحالية، من حيث حجم و مستوى الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني".
ويرى أن "الشارع المغربي لم يتوقف عن المطالبة بإلغاء التطبيع وكل استحقاقات الاتفاقيات الموقعة بشكل لاديمقراطي ولاشعبي، وبالتالي فإن تصاعد العدوان، بحق الشعب الفلسطيني ودخول القضية الفلسطينية في مرحلة دقيقة، خاصة أمام تنامي الصهيونية الدينية والقومية في المجتمع والقيادة الإسرائيلية، فإن مسار التطبيع سيعرف مواجهة شرسة ومتصاعدة من داخل الفعاليات الشعبية المغربية، حتى إسقاط كل مخرجات ما بعد 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020".
استئناف العلاقات
يذكر أنه في 10 ديسمبر 2020، أعلن المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد قطعها في عام 2000، بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وفي شهر يوليو/ تموز 2023، وجّه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لزيارة الرباط، حيث نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بيانا صرح من خلاله أن العاهل المغربي قد دعا نتنياهو إلى زيارة الرباط، وهي الدعوة التي جاءت على خلفية اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
ويشار إلى أن المغرب كان قد وقّع مع إسرائيل، في وقت سابق، مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني، حيث تسمح الاتفاقية للجيش المغربي بالحصول على معدات أمنية إسرائيلية عالية التقنية، والعمل من أجل التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.
ووقّع المغرب على اتفاقية لشراء نظام دفاع جوي مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة 500 مليون دولار للحصول على نظام الدفاع الجوي والصاروخي "باراك - إم إكس"، وذلك وفي فبراير/ شباط 2022 .