وقالت الخارجية السودانية، في بيان لها، إن "مليشيا الدعم السريع ارتكبت هذه المذبحة الشنيعة، بعد أن فتحت النار بكثافة عشوائيا على سكان القرية العزّل عقابا لهم على مقاومتهم اختطاف عدد من فتيات القرية والاعتداء عليهن جنسيا بواسطة عناصر المليشيا، هذا مع العلم بأن القرية ظلت تتعرض لاعتداءات المليشيا، منذ الشهر الماضي، حيث نهبت كل ما له قيمة من ممتلكات أهل القرية وعرضت مواطنيها لأسوأ معاملة"، حسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وطالب البيان "المجتمع الدولي، خاصة من يجتمعون الآن في جنيف ويتحدثون عن مفاوضات سلام، بإدانة هذه الجريمة الإرهابية واتخاذ ما يلزم نحو معاملة مليشيا آل دقلو بصفتها تنظيما إرهابيا ومسؤولا عن جرائم ضد الإنسانية"، مجددا التذكير بأن أي "تواصل مع المليشيا الإرهابية سيكون تشجيعا لها لارتكاب المزيد من الفظائع والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية".
وأعلنت قوات الدعم السريع، الخميس الماضي، سقوط عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، إثر غارات جوية نفذها طيران الجيش السوداني، على منطقة السوق المركزي بالخرطوم، بحسب قولها.
وأصدرت قوات الدعم السريع بيانا عبر منصة "إكس"، قالت فيه إن غارات الجيش "تأتي إمعاناً في عدم الاكتراث للجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإنهاء معاناة السودانيين"، واصفة تلك الأفعال بـ"غير الإنسانية"، بحق المدنيين الأبرياء.
ودعا البيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والمهتمين بالشأن الإنساني لإدانة "هذا السلوك البربري من قادة القوات المسلحة، وتعمدهم مواصلة قصف الأحياء المأهولة بالسكان منذ إشعالهم الحرب".
وأكد البيان على أن "قصف الطيران الحربي للمدنيين، ظل نهجا متصلا منذ تسعينيات القرن الماضي، خلال حرب الجنوب ومروراً بالحروب في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيث أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، وتسبب في تراكم حالات النزوح الكبيرة في دارفور ومناطق أخرى من البلاد"، على حد وصفه.
يأتي ذلك في وقت استضافت فيه سويسرا، يوم الأربعاء الماضي، محادثات سلام بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب في السودان، وكانت الحكومة السودانية، قد أعلنت في وقت سابق، عدم مشاركتها في محادثات جنيف مع قوات الدعم السريع.
وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.