كيف تفجر الوضع الوبائي في غزة بسبب شلل الأطفال؟

تكررت تحذيرات منظمتي الصحة العالمية واليونيسف من خطر تفشي مرض شلل الأطفال في قطاع غزة، في ظل الظروف الإنسانية الكارثية، التي يعيشها سكان القطاع، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
Sputnik
واضطر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في ظل تلك الأوضاع، إلى المطالبة بهدنة إنسانية عاجلة لإجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، في محاولة لاحتواء انتشار المرض.
وبحسب منظمات الإغاثة الدولية، كان قد تم القضاء على شلل الأطفال في غزة قبل 25 عاما، إلا أن انخفاض التطعيمات ضد المرض في أعقاب اندلاع الحرب هيأ الظروف لعودة ظهوره وتفشيه.
وأفاد موقع "ساينس" العلمي، بأن الظروف التي يعيش فيها نحو 1.9 مليون نازح في غزة، مكدسين في مخيمات غير صحية مع قلة الوصول إلى المياه النظيفة وتدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة بشكل مكشوف بين الخيام، تخلق بيئة مثالية لازدهار الفيروس المسبب للمرض.
الأمم المتحدة تطلب هدنة لـ 7 أيام في غزة لمواجهة شلل الأطفال
وبفعل الحرب الإسرائيلية على القطاع تضررت 70 % من مرافق المياه والصرف الصحي في غزة بشكل كبير، فيما تراكم نحو 340 ألف طن من النفايات الصلبة في المناطق المأهولة أو بالقرب منها.
ولتقريب الصورة عن الوضع المأساوي في غزة، قدّرت منظمة "أوكسفام"، في يونيو/ حزيران الماضي، أن هناك مرحاضا واحدا فقط لكل 4130 شخصا في المواصي، وهي منطقة يفترض أنها "آمنة" غرب خان يونس، وهو ما يشير إلى كارثية الوضع في غيرها من مناطق القطاع المدمرة.
وأوضخ الموقع أن الفيروس المذكور ليس بالتحديد فيروس شلل الأطفال البري، بل فيروس شبيه ناتج عن اللقاح، يُعرف باسم "فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2"، وهو خطير مثل الفيروس الأصلي تماما.
وبحسب المصدر ذاته، تظهر هذه الفيروسات المتغيرة في المناطق التي تكون فيها معدلات التطعيم منخفضة، ما يسمح للفيروس الحي الضعيف المستخدم في لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV) بالانتقال من طفل إلى آخر واستعادة قدرته على الانتشار والتسبب في الشلل.
أونروا: إسرائيل تقلص المنطقة الإنسانية إلى 11% من مساحة غزة
يذكر أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 10 أشهر، تسببت في نزوح قرابة 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة تقريبا، وأثارت الحرب أزمة إنسانية كارثية خانقة شملت النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.
واستهدف الجيش الإسرائيلي المنظومة الصحية في قطاع غزة بشكل مباشر، ما أدى إلى خروج معظم المشافي عن العمل، ويشهد القطاع الصحي في القطاع المحاصر حالة انهيار كبيرة، وقد استهدفت العديد من المراكز الصحية في غزة وخرج أغلبها عن الخدمة، ما أدى إلى اضطراب في جميع الخدمات الصحية ومنها التطعيم، وهو ما تسبب بتفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد جرى داخل قطاع غزة الإبلاغ عن حالات متفرقة من الحصبة والنكاف، وعن أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء.
مناقشة