فمن ناحية، أعلنت أوكرانيا منذ سنوات أنها لن تعترف بإعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد، لأنها حاولت خلق نوع من التكافؤ بين موقفها هذا وموقفها من شبه جزيرة القرم بمعنى أنه إذا قبلت شرعية انفصال كوسوفو عن صربيا على أساس الأغلبية المحلية، فإنها لن تتمكن بالمطالبة بشبه جزيرة القرم.
وأضاف: "منذ عام 2014، ومنذ استفتاء شبه جزيرة القرم، وبالطبع، أحداث الميدان والانقلاب في فبراير/ شباط 2014، أصبحت السياسة الأوكرانية متوافقة بشكل متزايد مع القوى الغربية الكبرى ومصالحها وإملاءاتها. وبطبيعة الحال، تعتبر هذه القوى (الغربية) استقلال كوسوفو عن صربيا الركيزة التي لا تنتهك سياساتها في البلقان، على الرغم من أنه من الناحية الأخلاقية والقانونية، يعد عبثًا".
وتابع: "لا يمكننا ببساطة البحث عن تفسيرات عقلانية ومنطقية عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية لنظام كييف. وهي ليست مبنية على مبدأ. لم تكن مبنية على مبدأ أبدًا، على الأقل ليس منذ شباط 2014. ولن تكون كذلك أبدًا طالما ظل النظام الحالي أو أي خليفة مماثل للنظام الحالي في السلطة في كييف".
وخلافاً لتأكيدات كييف العلنية بأن أوكرانيا لن تعيد النظر في موقفها المتمثل في عدم الاعتراف باستقلال المنطقة الصربية الجنوبية، فإن إدارة زيلينسكي تبذل قصارى جهدها لمنح بريشتينا علامات كيان دولي. وبهذه الطريقة، فإن وحدة أراضي صربيا هي في الواقع موضع تساؤل وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك، وذلك وفقا للعديد من الخبراء.
الجدير بالذكر أنه بعد أن التقى زيلينسكي مع ”رئيسة“ كوسوفو، فيوزا عثماني، في تيرانا في 28 شباط من هذا العام ودعا كييف إلى الاعتراف بـ "استقلال" المقاطعة، تلقت أوكرانيا بعد شهرين من اللقاء دفعة من المساعدات الإنسانية من كوسوفو، بالمناسبة، في الوقت نفسه، تم إرسال الضروريات الأساسية إلى أوكرانيا من قبل صربيا.