باحث في العلاقات الدولية: زيارة بوتين إلى أذربيجان تحمل بعدا استراتيجيا

رأى الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور مهنّد حافظ أوغلو، أن "زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أذربيجان في غاية الأهمية من حيث دلالتها الزمنية".
Sputnik
وأوضح في حديث لإذاعة "سبوتنيك" أن "هذه الزيارة ليست معنية فقط بالجانب الاقتصادي وإنّما تتعلق بالتعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، إذ أن موسكو وباكو تريدان أن تؤسسان منطقة ارتكاز في المنطقة الأوراسية".

وأشار حافظ أوغلو إلى أن "هذه الزيارة تؤكد على أن دول المشرق تعلمت كيف تستفيد من تحالفاتها لإيجاد حلول حقيقية، ما يؤشّر على أنّ الأحادية القطبية انتهت، ولا بد من بناء نظام عالمي جديد يقوم على التعددية القطبية التي ستتشكل بثقل روسيا الدولي وتحالفاتها على مختلف الصعد".

وشدد على أن "محاولات الغرب الهادفة إلى عزل روسيا باءت بالفشل"، معتبرا أن "موسكو اليوم تشكل ثقلا دوليا كبيرا"، لافتًا إلى أنها "تثبت يوميًا بعد يوم أنها دولة مركزية على الخارطة العالمية، إذ أنّ مخطط الغرب بعزلها انعكس سلباً وجاء بثمار إيجابية، كون السلطات الروسية نجحت في التعاطي ببراغماتية مع الملفات الدولية الحساسة والشائكة، وهو ما ينطبق على ملف باكو لتنتج مروحة سلام تتمتع بها دول منطقة جنوب القوقاز لأنها تؤثر على دول المشرق والشرق الأوسط".
بوتين: روسيا وأذربيجان لديهما مجالات كثيرة للعمل المشترك

وقال الباحث في العلاقات الدولية إن "الإعلان عن بناء ناقلات نفط حديثة في حوض باكو يعني أنّ روسيا لديها الكثير من المفاجآت ولم تظهر كل أسلحتها في التعامل مع الملف الأوكراني، على الرغم من أنّ الدول الغربية استنفدت كل أسلحتها وطاقتها العسكرية والمالية والسياسية لدعم نظام كييف، إلا أنّه فشل فشلاً كبيرًا، ما يؤكد على أن روسيا دولة كبيرة"، مضيفًا أنّ "مصادر الطاقة التي تتحدث عنها روسيا اليوم هي مؤشر على أنّ هذا البلد أساسي على الخارطة العالمية".

وختم حافظ أوغلو قائلاً: "موسكو حليفة ليريفال وباكو، وكان هناك نوع من التوجه الإعلامي ليريفان لخلق التوازن على اعتبار أنّ أنقرة كانت تدعم باكو بشكل أساسي، وعليه وجب بناء بعض التوازنات السياسية التي لا بد منها، وهو ما تفهمته أنقرة وبدورها يريفان، لا سيّما وأنّ روسيا تريد أن ترسي نوعا من الاستقرار في تلك البقعة الجغرافية".
مناقشة