وسيم محمد نزح من جباليا شمالي قطاع غزة في بداية الحرب وتنقل بين عدة مناطق، ومع النزوح الأخير في خان يونس لم يجد مأوى غير جدار المقابر، ويقول محمد لوكالة "سبوتنيك": "نزحت من الشمال من جباليا، وتنقلت في عدة أماكن حتى وصلت إلى خان يونس، ولم أجد مكانا في خان يونس سوى هذه المقبرة التي أعيش فيها مع زوجتي وأطفالي الذين يخافون من المقابر وخاصة في الليل، وكما ترى نحن والأموات مثل بعضنا وربما هم أحسن حالا منا، نعيش بجانب القبور، وربما نلحق بهم قريبا، نعيش ونموت معهم".
وأضافت: "أكبر مشكلة تواجهني هي خوف أطفالي، خاصة في الليل يخافون كثيرا، ويبكون من شدة الفزع، أي صوت يشعرهم بالخوف ولو كان صوت حشرة، حتى أنهم لا يستطيعون أن يذهبوا إلى الحمام لقضاء الحاجة إلا أن أكون معهم، ويشعر أطفالي بالخوف والقلق أثناء اللعب بين قبور الأموات والشهداء، لكنهم مضطرون للتعايش مع هذا الواقع المؤلم، ويحاول زوجي كل يوم إيجاد مكان غير المقبرة لكن لم ينجح لغاية الأن".
ويعيش النازحون في المقابر في خيام لا تصلح للعيش الآدمي، وبلا مياه ولا طعام، ويعاني النازحون من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضع لترات منها، ويقوم السكان بتقنين استخدامهم لمياه الشرب خشية من انقطاعها وعدم الحصول على كميات جديدة، ويواجه النازحون أزمة شح الطعام التي تهدد حياتهم.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 318 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع إلى 40.139 قتيلا و92.743 مصابين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.