وزعم أمين المظالم السابق في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يتسحاق بريك، في مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بتاريخ 21 أغسطس/ آب الجاري، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بدأ "يستعيد وعيه"، مشيرا إلى تعليقاته الأخيرة التي وصف فيها وعود رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ "النصر الكامل" في غزة، بأنها "هراء".
وقال بريك: "لقد بدأ [غالانت] يفهم أنه إذا اندلعت حرب إقليمية بسبب الفشل في التوصل إلى [اتفاق وقف إطلاق النار]، فإن إسرائيل ستكون في خطر".
وأضاف أن "غالانت يفهم بالفعل أن الحرب فقدت هدفها، نحن نغرق في الوحل، ونخسر المقاتلين الذين يقتلون ويصابون، دون أي فرصة لتحقيق الهدف الرئيسي، وفي الواقع، فإن البلاد تتجه نحو التدهور".
ويؤكد القائد السابق للجيش الإسرائيلي أن "إسرائيل ستنهار في غضون عام واحد على الأكثر، إذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني".
ويتابع الجنرال يتسحاق بريك سرد التهديدات العديدة التي تواجه إسرائيل، بعد 10 أشهر من حملة الإبادة الجماعية في غزة، بما في ذلك تكثيف الهجمات داخل أراضيها، وأزمة القوى العاملة في الجيش بسبب الخسائر الفادحة، والاقتصاد المنهار الذي تفاقم بسبب الدعوات العالمية لمقاطعة البلاد، والحظر المحتمل على شحنات الأسلحة، و"خسارة المرونة الاجتماعية والكراهية بين أجزاء من السكان، والتي يمكن أن تشتعل وتتسبب في انهيارها من الداخل"، بحسب تقييمه.
واختتم بريك مقاله قائلا: "كل الطرق السياسية والعسكرية تقود إسرائيل إلى المنحدر... لقد دخلت إسرائيل في دوامة وجودية، وقد تصل قريبا إلى نقطة العودة".
ويأتي تحذير الجنرال المتقاعد، يتسحاق بريك، الصارخ في الوقت الذي كشفت فيه مصادر سياسية لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الخميس، أن نتنياهو "لم يغير مواقفه" بشأن شروط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد التحدث مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في الليلة السابقة.
ومن المقرر أن تستأنف مفاوضات وقف إطلاق النار في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الأيام المقبلة دون حضور حركة "حماس"، إذ رفضت الحركة الفلسطينية اقتراحا جديدا مدعوما من أمريكا، وظلت ثابتة في مطالبة إسرائيل بالالتزام بشروط اقتراح سابق وافقت عليه في 2 يوليو/ تموز الماضي، مشيرة إلى أن المحادثات أحادية الجانب تمنح إسرائيل "مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا".
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 322 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 40265 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 93144 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.