راديو

اجتماع حاسم بين الوسطاء والوفد الإسرائيلي و"حماس" في القاهرة وتصاعد الهجمات بين إسرائيل و"حزب الله"

تستمر مفاوضات القاهرة، في محاولة للتوصل إلى وقف الحرب على قطاع غزة، ومن ثم تهدئة التوتر القائم في أنحاء مختلفة من المنطقة.
Sputnik
ووصف المراقبون جولة المفاوضات الحالية بـ"الحاسمة"، وسط زيادة التهديدات من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، كما يترقب الجميع رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، في طهران، وهو الرد الذي تأخر في محاولة لمنح فرصة لإنهاء هذه الحرب، بحسب المراقبين .
وكان وفد من حركة "حماس" وصل إلى القاهرة، للاطلاع على مخرجات اللقاءات التي جرت في العاصمة المصرية خلال اليومين الماضيين، بخصوص صفقة لتبادل المحتجزين والسجناء، ووقف إطلاق النار في غزة.
وأكد مصدران قياديان في حركة "حماس"، أن هذا الوفد "لن يكون طرفا في المحادثات الجارية، وإنما سيستمع فقط للمخرجات من الوسطاء".
وتشير مصادر مصرية إلى أن المفاوضات تجري بشكل جدي، وهناك حلحلة للمواقف المتصلبة للأطراف المختلفة.
وقال مصدر مصري، إن جولة المفاوضات الحالية مفصلية لبلورة اتفاق سيُعلن عنه، إذا نجحت واشنطن في الضغط على نتانياهو لسد الفجوات بين إسرائيل و"حماس" وآليات التنفيذ".
وفشلت أشهر من المحادثات المتقطعة في إنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة، أو تحرير المحتجزين المتبقين، الذين احتجزتهم "حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت المصادر المصرية إن المقترحات الجديدة تتضمن تسويات بشأن نقاط عالقة، مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسية، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.
وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشق، في وقت سابق اليوم الأحد، أن زيارة وفد الحركة إلى القاهرة برئاسة نائب رئيسها، خليل الحية، تأتي استجابة لدعوة مصرية قطرية، للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة.
قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، د. طارق فهمي، إن "اجتماع القاهرة اجتماع حاسم، لأن مصر وقطر وأمريكا قدموا كل ما لديهم من أوراق"، لافتا إلى أن "المرحلة الآن مرحلة تنفيذ للتعهدات، وليس مسألة عرض بنود جديدة".
وأشار فهمي في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أن "التنازل تمّ من جانب إسرائيل في بعض البنود، التي تتعلق بمحور صلاح الدين، مثل تقليل الوجود الإسرائيلي وليس انتفائه تماما بشكل مرحلي"، لافتا إلى أنه "في المجمل إسرائيل قبلت بمبدأ العمل المرحلي، لكن القاهرة ما زال لديها تحفظاتها، وكذلك تنازلات متعلقة بعدد الأبراج على طول المحور".
تصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود الجنوبية للبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، انتهاء "المرحلة الأولى" من هجماته الموسعة على إسرائيل، والتي استهدف فيها 11 موقعا عسكريا، بأكثر من 320 صاروخا من طراز كاتيوشا، لـ"تسهيل عبور المسيرات الهجومية" إلى "عمق إسرائيل"، في هجمات لاحقة، في إطار الرد على اغتيال رئيس أركان الحزب، فؤاد شكر، في بيروت، أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي، بينما أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية، بأن الحزب استهدف مقرات الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، والأمن الداخلي "الشاباك" والاستخبارات العسكرية.
وشنّ الجيش الإسرائيلي، ضربات جوية مكثفة على جنوب لبنان وصفها بـ"استباقية"، شاركت فيها حوالي 100 طائرة حربية، مستهدفة أكثر من 200 موقع في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن ضرباته، أحبطت هجوما صاروخيا واسع النطاق على إسرائيل، كان مبرمجا في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، حالة الطوارئ العامة في كافة أنحاء إسرائيل، وطالب سكان المناطق الشمالية بالبقاء في الملاجئ، بينما أغلقت السلطات المحلية مطار بن جوريون أمام الرحلات الجوية، ووجهت الطائرات المدنية إلى مطارات فرعية، فيما يدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العمليات العسكرية في جنوب لبنان من مقر وزارة الدفاع، حسبما أكد بيان مكتبه.
في أول تعقيب على التطورات في جنوب لبنان، أكد البيت الأبيض على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، "دعم واشنطن" لإسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يتابع التطورات "عن كثب" ويجري مشاورات مستمرة مع فريقه للأمن القومي، لافتا إلى أن بايدن وجه مسؤولي إدارته للتواصل بشكل دائم مع نظرائهم الإسرائيليين، وأن واشنطن تواصل العمل "من أجل استقرار المنطقة".
وأجرى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اتصالا بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد فيه "التزام أمريكا بالدفاع عن إسرائيل" ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها بالمنطقة، بينما أكد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب "تتحرك وحدها" في الهجمات على جنوب لبنان
قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد هشام جابر، في تصريحات لـ"سبوتنيك" إن "رد "حزب الله" على اغتيال القائد فؤاد شكر كان منتظرا منذ 3 أسابيع، واليوم حصل الرد، وأعلن "حزب الله" عن إطلاقه 320 صاروخ على مراكز عسكرية، وأطلق طائرات مسيرة أصابت أهدافا عسكرية، وأنُجزت المهمة كما قيل، ولذلك الصواريخ التي أطُلقت كان يُقصد بها تدمير منشآت عسكرية ولإلهاء الدفاع الجوي الإسرائيلي عن الطائرات المسيرة، التي قال إنها أصابت أهدافها بدقة"، مستبعدا أن "تكون هناك احتمالية لحرب مفتوحة".
رئيس هيئة الأركان الأمريكية يقوم بجولة لمصر والأردن وإسرائيل.. وعراقجي يقول إن انتقام إيران سيؤخذ بالوقت المناسب والطريقة المناسبة
أعلنت هيئة الأركان الأمريكية، أن رئيسها الجنرال تشارلز براون، توجه إلى الشرق الأوسط في جولة، يزور فيها مصر والأردن وإسرائيل.
وقالت الهيئة إن رئيس مجلس الأمن القومي سيزور الحلفاء والشركاء الرئيسيين لأمريكا في المنطقة، مصر والأردن وإسرائيل".
وقال بيان الهيئة إن براون يعتزم خلال الرحلة توسيع فهم السيناريوهات المختلفة لتطور التوترات الحالية و سيعقد رئيس الأركان الأمريكي اجتماعات مع نظرائه ومسؤولين آخرين.
وأضاف أن براون يعتزم من خلال الاتصالات في الشرق الأوسط بحث خفض التوترات، وحماية القوات الأمريكية في المنطقة، وتقديم الدعم للدفاع عن إسرائيل وتنسيق الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين.
في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، سيكون دقيقا ومدروسا.
وقال عراقجي في تصريحات صحفية، إن "اعتداء الكيان الصهيوني على أمن وسيادة إيران لن يبقى دون رد لكن طهران تأخذ جميع المسائل بعين الاعتبار".
وأكد الوزير الإيراني أن "انتقام إيران سيؤخذ في الوقت المناسب والطريقة المناسبة ولا تردد في هذا الأمر".
وختم كلامه قائلا: "لن نقع في الفخ الذي قد يكون نصب لنا".
وكانت طهران أعلنت عن تفاصيل جديدة، في التحقيقات حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وقال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، إن التقارير تشير إلى عدم تورط عناصر داخلية في عملية اغتيال هنية، وهي أحدث معلومة تكشف السلطات الإيرانية النقاب عنها بشأن عملية الاغتيال والتي تتهم إسرائيل بتنفيذها وتتوعدها بالرد.
وكان الحرس الثوري الإيراني، قال في البيان رقم 3 بشأن مقتل هنية، إن عملية الاغتيال "جرت بتخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني وبدعم من الادارة الأمريكية المجرمة".
وأضاف: "وفق التحقيقات، جرت هذه العملية الإرهابية بقذيفة قصيرة المدى برأس حربي يزن 7 كيلوغرامات تقريبا من خارج حدود مبنى إقامة الضيف (هنية) وأدى إلى وقوع انفجار شديد".
قال مدير مؤسسة أسفر للدراسات والبحوث الإستراتيجية، أمير الموسوي، إن "تحضيرات تجري للمواجهة النوعية بين إيران وإسرائيل".
وذكر في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الردع سيكون استثنائي من إيران، وهناك دراسة لكافة جوانب الرد الذي سيكون مفاجيء، لذلك حديث وزير الخارجية الإيراني دقيق، لأن نتنياهو يريد جر المنطقة لمواجهة شاملة".
واعتبر أن "زيارة رئيس الأركان الأمريكي للشرق الأوسط، تأتي لرفع معنويات إسرائيل، وإظهار أن هناك جبهة موحدة ضد المقاومة".
مدعي "الجنائية الدولية" يستعجل إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
حث المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، الدائرة التمهيدية في المحكمة على "تسريع إصدار مذكرة اعتقال" بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، ومسؤولين إسرائيليين آخرين "ممن اتُهموا بارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وقال خان في ملف شامل صادرة عن مكتب الادعاء إن الوضع كارثي.. في غزة، حيث يكافح المدنيون من أجل البقاء في مواجهة الموت والجوع والمرض.. لا يمكن التقليل من أهمية سرعة تحرك المحكمة ".
وأكد المدعي العام أن "احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 غير قانوني"، مستشهداً برأي استشاري صادر عن محكمة العدل الدولية في يوليو الماضي، مضيفاً: "اتفاقيات أوسلو لا تستطيع ولا تحمي المسؤولين الإسرائيليين من المساءلة عن جرائم الحرب التي ارتُكبت في هذه الأراضي .
وفي الملف الشامل، حث مكتب الادعاء، الدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية على تسريع إصدار أوامر القبض على المسؤولين الإسرائيليين، وغيرهم ممن اتهموا بارتكاب جرائم خلال احتلال إسرائيل لغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، علاوة على عدد من المسؤولين الفلسطينيين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أبرزهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار.
وتصاعد تدخُّل المحكمة الجنائية الدولية في الملف الفلسطيني بعد هجمات السابع من أكتوبر الماضي، وحرب إسرائيل على غزة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتشريد مئات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المدنية في القطاع الفلسطيني بشكل كبير، وفقاً لما ورد في ملف الادعاء.
وعلى الرغم من الاعتراضات من جانب إسرائيل وحلفائها بشأن اختصاص المحكمة، أكدت المحكمة الجنائية الدولية سلطتها في محاكمة "الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وكان التحدي القانوني المركزي هو اعتماد إسرائيل على "اتفاقيات أوسلو" للقول إن فلسطين لا تملك السلطة لمقاضاة الإسرائيليين.
ومع ذلك، حكمت المحكمة الجنائية الدولية بأن "اتفاقيات أوسلو"، وهي اتفاقية تنظم العلاقة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بشأن الضفة الغربية وغزة، لا تتجاوز أحكام نظام روما الأساسي.
قال الكاتب والمحلل السياسي، د.أحمد الزين، إن "مذكرة الجنائية الدولية لن تسفر عن شيء وتأثيرها على نتانياهو وجالانت كتأثير مقالة صحفية يطالعها أحدهم في الجرائد صباحا"، لافتا إلى أنه "لم يتم إيقاف مسؤول إسرائيلي واحد عبر تاريخ هذه المحكمة"، مشيرا إلى أن "الفيتو الأمريكي الذي تستند إليه إسرائيل دائما يجعل مثل هذه المذكرات حبرا على ورق".
وأشار الزين في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أنه "للمرة الأولى يحظى هذا المسار القضائي بتأييد الدول الأوربية، ورغم ذلك كانت هناك محاولات لثني نواف سلام عن تقديم المذكرة"، لافتا إلى أن "المعول عليه فقط في هذه المعركة هو الميدان".
نائب رئيس البرلمان الجزائري: فرنسا لا تلتزم باتفاقية 1968 وبلادنا لن تسمح بسيطرة أوروبية على أسواقها
قال نائب رئيس البرلمان الجزائري، إن فرنسا تخلّ بـ"اتفاقية 1968" الخاصة بالهجرة بين البلدين، ولم تعد تلتزم ببنودها.
وأضاف أن باريس تستعمل الورقة وتمارس الضغط منذ فترة على الجزائر بسبب توجه الأخيرة لتنويع شراكاتها، والانفتاح على شركاء جدد، الأمر الذي أفقد باريس سيطرتها التاريخية على الأسواق الجزائرية ، مما دفعها لممارسة الضغوط على الجزائر بين الحين والآخر، باستخدام عديد الأوراق ومنها ملف "الهجرة".
وتتضمن اتفاقية 1968 امتيازات خاصة بالجزائريين في مجالات العمل والدراسة والإقامة والمهن الحرة، دون غيرهم من الجنسيات الأخرى.
وتابع: "الاتفاقية فقدت جدواها، لم تعد فرنسا تلتزم ببنودها، وهو ما قد يدفع الجزائر لإجراء تعديلات عليها وعلى اتفاقيات أخرى، لكن من المستبعد إلغاء الاتفاقية، نظرا للأضرار التي تطال المصلحة الوطنية الجزائرية، في ظل وجود أعداد كبيرة من الجالية الجزائرية في فرنسا".
واستطرد: "ملف الهجرة وملف الذاكرة وملفات أخرى، هي أوراق تستعملها باريس، لكن ذلك لن يدفع الجزائر إلى أي تنازلات، فيما يتعلق بحقوقها في كل الملفات".
وأكد أن انفتاح الجزائر على شركاء جدد أزعج فرنسا، كما أزعج الشركاء الأوربيين، لكن بلاده لن تسمح بالسيطرة الأوروبية على أسواقها أو استثماراتها، وأنها منفتحة على جميع الشركاء، بما فيهم الجانب الأوروبي، ضمن شروط الندية، ومبدأ "رابح-رابح"، الذي يتيح للجميع إقامة العلاقات بناء على رؤى متوافق عليها وتضمن للجميع تحقيق الربح والمصالح الوطنية.
وأشار إلى استمرار عمل اللجنة المكلفة بالأرشيف، من أجل الوصول إلى توافقات تلبي رغبة الجزائر في استعادة الأرشيف الجزائري، وجماجم الشهداء".

قال المحلل السياسي، عبد القادر جمعة، إن "هناك توترا جديدا بين فرنسا والجزائر ومازال هذا التوتر مستمرا، والذي بدأ منذ سنوات خاصة في فترة ما بعد الحراك الشعبي في الجزائر في 2019، إذ شوهد في السنوات الخمس الماضية عدة محطات، منها سحب السفير الجزائري من باريس، بالإضافة إلى تصريحات وبيانات من قبل السلطات الرسمية الجزائرية حول هذه العلاقات.

وتابع مشيرا في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أن "ردود الفعل الفرنسية والموقف الرسمي الفرنسي قد تغيّر تجاه قضية الصحراء الغربية، والتي تعتبر قضية محورية بالنسبة للجزائر، وتبني باريس موقف المغرب من هذه القضية، مما أدى إلى توتر في العلاقات بين فرنسا والجزائر".
مناقشة