وقال زغيب لإذاعة "سبوتنيك": "العلاقة بين روسيا والغرب لطالما تأرجحت بين التحالف والخلاف، فعندما كانت روسيا ذات حكم قيصري كانت على علاقة جيدة مع بريطانيا وفرنسا، ولكنها كانت تقلق ألمانيا نتيجة لحجمها البشري الهائل، وعندما اندلعت الثورة البلشفية أصبح الخلاف عقائدي مع الغرب أجمع وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، لأنها كانت تعتبر أن من يسيطر على المحيطات يسيطر على العالم".
وأضاف: "بعد كل هذه الأحداث لم تتعامل واشنطن مع موسكو بندّية وتحديدًا بعد انهيار جدار برلين، لأنها اعتبرت أن روسيا ضعفت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ولن تستطيع الصعود عالميًا، وهو ما وضع الروس في حالة السعي الدؤوب لبناء علاقات وثيقة مع الغرب ولكنهم قوبلوا بالرفض إلى حين اكتشف الغرب صعود قوى جديدة بالتحالف مع روسيا ومنها مجموعة "بريكس"، مما يعرض مصالحهم للخطر".
وأردف زغيب: "كل هذه التقلبات في العلاقة والحروب التي شنها الغرب تبيّن منها أن روسيا قادرة على أن تتحمل أطول المواجهات وأن اقتصادها قوي جدًا، إضافة إلى قيامها بتشبيك علاقاتها وبناء تحالفات استراتيجية باتت تؤتي بثمارها في مواجهتها مع الغرب".
واعتبر زغيب أن "طول أمد الأزمة في غزة وكييف يجعل من هذين الملفين متداخلين أكثر فأكثر، لا سيّما وأن الولايات المتحدة تشكل عاملاً أساسيًا في الشرق الأوسط وأوكرانيا، إضافة إلى أن استمرار الحرب على الجبهتين سيؤدي إلى ازدياد الحاجة للدور الروسي على الصعيد العالمي نتيجة العلاقات الروسية الوثيقة مع بعض الأطراف في الشرق الاوسط".