مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.. ماذا بعد تعثر مفاوضات تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل؟

مع فشل مباحثات القاهرة في التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية لتبادل الأسرى، يطرح البعض تساؤلات عن مصير المرحلة المقبلة في قطاع غزة، لا سيما على الجانب الإنساني والإغاثي.
Sputnik
وفيما يرى المراقبون أن المفاوضات لم تفشل بعد، يؤكدون أن هناك مماطلة إسرائيلية من قبل نتنياهو، فيما تسير الأمور بوتيرة بطيئة، مشددين على ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار، وعقد صفقة تبادل للأسرى.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بأن بلاده تعمل على إعادة المحتجزين الإسرائيليين من خلال المفاوضات وعمليات التحرير.
ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، عن نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي يقوم بمحاولات كبيرة لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة عبر عمليات التحرير ما يعني وجود بلاده العسكري في الميدان.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن علمية تحرير المحتجزين تعني ضرورة التواجد العسكري في الميدان والضغط السياسي والعسكري على حركة حماس، من أجل الإفراج عنهم، سواء عن طريق المفاوضات الدائرة في مصر أو قطر أو عن طريق عمليات التحرير.
وقالت مصادر أمنية مصرية، ليل الأحد/ الاثنين الماضي، إن المحادثات التي جرت في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، انتهت دون التوصل إلى اتفاق.

وتيرة بطيئة

نتنياهو: نعمل على إعادة المحتجزين من خلال المفاوضات وعمليات التحرير
اعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فشل مفاوضات تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة لم يأت بعد، وهو ما أكدته واشنطن بأن هناك فريقا فنيًا لا يزال في القاهرة لبحث الأسماء الفلسطينية التي من المفترض أن يتم الإفراج عنها ضمن الصفقة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ما يحدث أن المفاوضات تسير بوتيرة بطيئة للغاية، نتيجة تسويف ومساومة إسرائيل ونتنياهو في الكثير من التفاصيل، ولا تزال تتعنت في مسألة الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وذلك بعيدًا عن الآليات الأخرى الخاصة بمحور نتساريم، أو الأماكن التي ترغب إسرائيل في التواجد العسكري بها داخل قطاع غزة.
وأوضح أن هناك الكثير من التفاصيل التي تتعلق بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع وكميتها، ونقل المواطنين من الجنوب إلى الشمال، وأخرى مرتبطة بدخول المخيمات وإعادة الإعمار، وضمان عدم عودة إسرائيل للقتال.
ويرى أن الأمور تستير بوتيرة بطيئة جدًا، وهو ما يؤكد أن هناك تعنتا إسرائيليًا في المفاوضات والمحادثات القائمة، والكل ينتظر ما إذا كانت الضغوط الدولية على إسرائيل لدفعها للتوصل إلى اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى سينجح قريبًا، أو تظل الأمور على هذه الوتيرة والضعف.

استمرار المعاناة الإنسانية

راديو
ما أسباب قيام إسرائيل بتوسعة محور نتساريم وسط قطاع غزة؟
من جانبه قال ثائر أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن "مستقبل الأوضاع القادمة على قطاع غزة في ظل فشل المفاوضات يعني استمرار الحرب ومواصلة العدوان الإسرائيلي، والذي من الممكن أن يستمر لنهاية هذا العام، حتى بعد مرور عام على السابع من أكتوبر الذي اندلعت فيه المواجهات".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، استمرار الحرب وتعرقل سير مفاوضات التهدئة والوصول لصفقة تبادل سيؤدي إلى خسائر أكبر سواء في الأرواح أو الممتلكات، وسوف يطيل عمر النزوح والتشريد لأكثر من مليون ونصف المليون نازح في قطاع غزة، وهو الأمر الأصعب في الحرب والأكثر مأساة.
وتابع: "من الممكن أن تشهد الأيام القادمة التوافق على إعلان هدنة مؤقتة لمدة تتراوح ما بين أربعة أيام إلى أسبوع، وهذا ما يسعى له الوسطاء من أجل إدخال اللقاحات ضد شلل الأطفال، ومن أجل أيضا إدخال مواد التنظيف الشخصية والمنزلية التي لها أكثر من شهرين مفقودة من أسواق قطاع غزة".
ويرى أبو عطيوي، أن فشل المفاوضات يعني بقاء الوضع على ما هو عليه، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك حشد عربي ودعم دولي لمناصرة جهود الوسطاء، حتى يمكن التقدم بالمفاوضات خطوة إيجابية واحدة للأمام، والضغط على نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى، وإنهاء الحرب بشكل دائم ونهائي.
وتقول إسرائيل إن "حركة حماس لا تزال تحتجز 136 شخصا اختطفتهم، في 7 أكتوبر ( تشرين الأول الماضي)، من مستوطنات جنوب إسرائيل"، وذلك بعد صفقة لتبادل الأسرى جرت ضمن هدنة استمرت أسبوعا، وانتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أطلقت "حماس" خلالها 105 محتجزين، مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
بالتوازي مع إعلان إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، انتشال 6 جثث لمختطفين من داخل نفق في خان يونس وسط قطاع غزة، في عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك).
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن وقوع أكثر من 40 ألف قتيل وأكثر من 93 ألف مصاب.
مناقشة