وفقا للعلماء، في نهاية عصر الميوسين، قطعت الصفائح التكتونية البحر الأبيض المتوسط من المحيط الأطلسي، ونتيجة لذلك، تبخرت مياه حوض البحر الأبيض المتوسط بسرعة بسبب المناخ الحار، تاركة وراءها كمية هائلة من الملح، نحو مليون كيلومتر مكعب، موزعة على طبقة يبلغ سمكها من كيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات.
وفي الدراسة الجديدة، جمع الفريق بيانات من البحر الأبيض المتوسط على مدى فترة تتراوح بين 12 إلى 3.6 مليون سنة، وأظهرت النتائج أنه نتيجة للتصريف، انقرضت الحياة البحرية المحلية فعلياً، وأدت إعادة الاستعمار اللاحقة من قبل الأنواع الأطلسية إلى ظهور حيوانات البحر الأبيض المتوسط مماثلة لتلك الموجودة اليوم.
وقام العلماء بتحليل المعلومات من أكثر من 750 ورقة علمية ومعلومات موثقة عن 4897 نوعا بحريا، قبل الأزمة وكان هناك 779 نوعًا من الحيوانات في المنطقة، لكن بعد الأزمة لم يبق منها سوى 86 نوعًا فقط، على سبيل المثال، اختفت تمامًا جميع الشعاب المرجانية الاستوائية التي كانت تزدهر في البحر الأبيض المتوسط قبل تجفيفه.
ومن بين الأنواع الباقية، حدد الباحثون الأنواع المحلية من السردين، وكذلك صفارات الإنذار، والثدييات البحرية المرتبطة بخراف البحر الحديثة وأبقار البحر.
وأشار الخبراء إلى أنه لم يعرف بعد كيف تمكنت الأسماك من النجاة من فقدان المياه، ونشرت الدراسة في المجلة العلمية "Science".
وأضاف العلماء أن الدلافين وأسماك القرش البيضاء الكبيرة استقرت في البحر الأبيض المتوسط بعد إعادة توحيده مع المحيط الأطلسي، واستغرقت عملية استعادة أعداد الأنواع في البحر الأبيض المتوسط بعد انقراضها في العصر الميوسيني 1.7 مليون سنة.