خبير اقتصادي لـ"سبوتنيك": تداعيات الحرب الشاملة على لبنان ستكون كارثية

حذّر الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور عماد عكوش، من مخاطر اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل على الاقتصاد اللبناني، الذي يواجه أزمة كبيرة.
Sputnik
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "لبنان لا يملك الاقتصاد القوي والبنية التحتية، التي يمكن الخوف عليها، لكن الوضع في حال اندلعت الحرب الشاملة سيذهب نحو الأسوأ، حيث يواجه لبنان العديد من التحديات الاقتصادية العميقة في السنوات الأخيرة".
وتابع: "لبنان يعيش أزمة اقتصادية حادة واضطرابات سياسية وتأثيرات من جائحة كورونا، بالإضافة إلى انهيار القطاع المصرفي، وهي العوامل التي تضافرت لخلق بيئة اقتصادية صعبة ومعقدة".
وأردف قائلا: "شهد لبنان تدهورًا كبيرًا في قيمة العملة المحلية، الليرة اللبنانية، التي فقدت أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي منذ عام 2019، وبلغ التضخم مستويات قياسية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل هائل وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 75% من السكان يعيشون تحت خط الفقر".
مستقبل الجوار بين لبنان وإسرائيل مع التهديد والتوتر المستمر بين الطرفين
وأكد عكوش أن "الأزمة المالية أيضًا أدت إلى انهيار القطاع المصرفي اللبناني، حيث أصبحت البنوك غير قادرة على تلبية طلبات السحب والودائع، مما زاد من فقدان الثقة في النظام المالي، إضافة إلى ذلك، يعاني لبنان من ديون عامة ضخمة كانت تُقدر بحوالي 150% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعله واحدًا من أكثر الدول مديونية في العالم، وهذه العوامل تُقلل من قدرة الحكومة على الاستثمار في البنية التحتية أو تقديم الدعم الاجتماعي الضروري".
وقال إن "اندلاع الحرب يعني إعادة إغلاق كل المرافق والتي تدر على الموازنة مبالغ ضخمة، ويتم استخدام معظمها لدفع رواتب الموظفين وتسيير شؤون الدولة والإغلاق يعني الذهاب إلى التخبط مجددًا، في سعر الليرة وفقدان جزء أساسي من الشعب للقدرة الشرائية".
وأوضح أن "الحرب الشاملة ستذهب بما تبقى من البنية التحتية والتي يعتمد عليها لبنان، وسيكون من الصعب إعادة بناء هذه البنية في المدى القصير أو المتوسط وستحتاج إلى عشرات السنين لإعادة البناء، إضافة إلى أن النزوح المتوقع سيعطل كل الحياة الاقتصادية وخاصة لناحية التعليم لأن معظم النازحين سيسكنون المدارس وستتعاظم الأزمة الاجتماعية"، مؤكدًا أن "لبنان لا يملك ما يمكن أن يعالج به هذه الأزمة".
توسيع الأهداف لتشمل جبهة لبنان.. ما دلالات تصريحات غالانت وهل تجر المنطقة لحرب شاملة؟
ويرى عكوش أنه "في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، لبنان غير قادر على تحمل حرب مع إسرائيل، فالأزمة الاقتصادية العميقة، الديون الضخمة وتدهور البنية التحتية تجعل من الصعب على البلاد تحمل تكلفة صراع طويل الأمد، والأوضاع الاقتصادية الحالية تتطلب إصلاحات جذرية واستقرار داخلي".
في المقابل، بيّن الخبير الاقتصادي أن "إسرائيل لن تستطيع تحمل نتائج هذه الحرب إلا إذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بضخ السيولة النقية التي يحتاجها الكيان الإسرائيلي، والذي يقدر بحوالي 4 مليار دولار شهريا، لتغطية حاجات وتعويضات النازحين لديه، ولتغطية رواتب الجنود الاحتياط الذي سيتم استدعاؤهم".
وتتواصل المعارك في جنوب لبنان بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ أكثر من 10 أشهر.
وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، علاوة على قيام إسرائيل بشكل متكرر، باستهداف عناصر وقادة ميدانيين في حزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، عن بدء عملية عسكرية واسعة في كل من جنين وطولكرم بالضفة الغربية في فلسطين.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر حسابه على منصة "إكس": "بدأت قوات الأمن الآن عملية لمكافحة الإرهاب في جنين وطولكرم، ضمن منطقة فرقة مناشيه".
ومنذ عملية "طوفان الأقصى"، صعّدت إسرائيل اعتداءاتها في الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 635 فلسطينيا واعتقال ما يزيد على 10 آلاف آخرين.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن وقوع نحو 41 ألف قتيل وأكثر من 93 ألف مصاب، وآلاف المفقودين ما زالوا تحت الأنقاض.
مناقشة