وشدد الزين، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، على أن "المشكلة تكمن في خلفية الولايات المتحدة الأميركية الاستعمارية، والتي فيها الكثير من الوقاحة السياسية وعدم احترام استقلالية الشعوب من جهة، وخلفية قانونية تفرضها الولايات المتحدة، بحسب ما تراه خرقًا لمفهوم الديمقراطية. هذه الدعاية التي اخترعتها من جهة ثانية".
وأكد الزين أن "الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يشكّل عقبةً كبيرةً بالنسبة للولايات المتحدة"، كاشفًا أن "أمريكا تحاول الدخول إلى المجتمع الفنزويلي من بوابة العقوبات بعد أن فشلت بالدخول عبر الانتخابات الأخيرة".
وأوضح الزين أن "الإدارة الأمريكية تستخدم العقوبات على كل من يرفض الانصياع إلى سياساتها بدليل ما فرضته من عقوبات على كل من روسيا والصين وإيران، في محاولة منها للانتقام والتأثير على الشعوب"، مشيرًا إلى "الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الشعوب، إذ أن إيلون ماسك، يعتبر من أهم الإمبراطوريات العالمية في هذا المجال وقد برز ذلك بشكل واضح في فنزويلا والبرازيل".
ورأى الباحث في العلاقات الدولية أن "كل العقوبات الأميركية لا تؤثر على المسؤولين بل تنعكس سلبًا على الشعوب"، مبيّنا أن "خطة الولايات المتحدة تتمثل في تغيير الوعي الجماعي لدى الفنزويليين".
واعتبر الزين أن "تصريحات فنزويلا حول رغبتها في الانضمام الى مجموعة "البريكس" أدّت إلى هذا التصعيد الأمريكي على اعتبار أن هذه المنظمة تعني محاصرة الدولار الأمريكي مما يعني خروج الدولار من التجارة العالمية، وهو النظام المالي الذي تعتمد عليه واشنطن، إضافة إلى أنّ أمريكا تعتبر أنّ فنزويلا تشكل الحديقة الخلفية بالنسبة لها على مستوى الأمن الغذائي ومن الصعب عليها خسارتها"، مشددًا على "ضرورة مواجهة شعوب العالم للمحاولات الأميركية بالسيطرة على مقدراتها مثل فنزويلا وغيرها من الدول".
ووصفت الحكومة الفنزويلية، أمس الثلاثاء، مصادرة الطائرة الرئاسية الفنزويلية في جمهورية الدومينيكان ونقلها إلى ميامي، ذلك بأنه "قرصنة" من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال وزير الاتصالات والثقافة والسياحة، فريدي نانيز، في بيان على "تلغرام": "تعلن جمهورية فنزويلا البوليفارية للمجتمع الدولي أن سلطات الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت مرة أخرى عملاً إجراميًا لا يمكن وصفه بأي شيء آخر غير القرصنة، بمصادرتها بشكل غير قانوني طائرة يستخدمها رئيس الجمهورية".
وأضاف الوزير: "الولايات المتحدة تبرر أفعالها بما تسميه التدابير القسرية التي تفرضها بشكل أحادي وغير قانوني في جميع أنحاء العالم. وهذا يدل على أنه لا توجد دولة أو حكومة دستورية محصنة من الخطوات غير القانونية التي تتحايل على القانون الدولي".
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، الاثنين الماضي، أن السلطات الأمريكية استولت على طائرة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ونقلتها إلى فلوريدا، مؤكدة أن عملية الاستحواذ تمت لمحاولة الالتفاف على العقوبات.
وقالت الحكومة الفنزويلية في بيان: "لقد أثبتت الولايات المتحدة بالفعل أنها تستخدم قوتها الاقتصادية والعسكرية لترهيب دول مثل جمهورية الدومينيكان والضغط عليها لتصبح متواطئة في أعمال إجرامية. وهذا مثال على ما يسمى "النظام القائم على القواعد" الذي يتجاهل القانون الدولي، ويسعى إلى ترسيخ حق الأقوياء في خلق وفرض قواعد تناسب مصالحه دون عقاب".
واحتفظت الجمهورية البوليفارية بالحق في اتخاذ أي إجراء قانوني للتعويض عن الأضرار، مشيرة إلى أن هذا لم يكن عملاً عدوانيًا معزولًا، بل تصعيدًا عامًا للإجراءات ضد الحكومة المعاد انتخابها.