ووجد عدد من سكان ولاية نيويورك، في عام 2006، خفافيش في كهف "هاو"، كانت تنمو على أنوفها مادة بيضاء غريبة وناعمة، وكانت هذه أول مشاهدة لمتلازمة الأنف الأبيض، وهو مرض فطري دمر أعدادا من الخفافيش في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقال مؤلف الدراسة إيال فرانك، وهو خبير اقتصادي بيئي في جامعة شيكاغو: "اكتسبت الخفافيش سمعة سيئة باعتبارها شيئًا مخيفًا، خاصة بعد تقارير عن ارتباط محتمل بأصول "كوفيد-19".
وتابع: "لكن الخفافيش تضيف قيمة إلى المجتمع بدورها كمبيدات حشرية طبيعية، وتُظهر هذه الدراسة أن تدهورها يمكن أن يكون ضارًا بالبشر".
وتنتج متلازمة الأنف الأبيض عن فطر يسمى "Pseudogymnoascus destructans"، الذي ينمو حول أفواه الخفافيش وأنوفها وآذانها.
واستخدم فرانك أساليب شبه تجريبية ورصدية لاستكشاف كيف زاد استخدام المبيدات الحشرية مع وفيات الرضع في أعقاب نفوق الخفافيش بشكل جماعي بسبب متلازمة الأنف الأبيض.
وأوضح أن "الخفافيش آكلة الحشرات تحافظ على أعداد الآفات الزراعية تحت السيطرة، لذا مع ارتفاع معدلات وفيات الخفافيش بسبب متلازمة الأنف الأبيض إلى ما يزيد عن 70 % في الولايات المتحدة منذ اكتشاف المرض لأول مرة في عام 2006، اضطر المزارعون إلى التعويض عن طريق اللجوء إلى الحلول الكيميائية لحماية المحاصيل.
ووجد أن المقاطعات المتضررة من نفوق الخفافيش زادت من استخدام المبيدات الحشرية بنحو 31%، وفي الوقت نفسه، انخفضت عائدات مبيعات المحاصيل بنحو 29 %.
وكتب فرانك: "يُظهِر هذا الاستبدال بين المدخلات الطبيعية المتناقصة والمدخلات من صنع الإنسان، أول إثبات تجريبي لتوقع نظري أساسي في الاقتصاد البيئي".
وأضاف: "أي تفسير بديل إضافي لابد وأن يتغير على طول مسار توسع مرض الحياة البرية في نفس توقيت توسعه".
وقال فرانك: "عندما لم تعد الخفافيش موجودة للقيام بوظيفتها في السيطرة على الحشرات، فإن التكاليف التي يتحملها المجتمع تكون كبيرة للغاية، ولكن تكلفة الحفاظ على أعداد الخفافيش من المرجح أن تكون أقل"، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وأضاف: "على نطاق أوسع، تظهر هذه الدراسة أن الحياة البرية تضيف قيمة إلى المجتمع، ونحن بحاجة إلى فهم هذه القيمة بشكل أفضل من أجل إعلام السياسات لحمايتها".