عبد الباري عطوان: نظام واشنطن أقرب إلى الديكتاتورية وحملتها على "روسيا اليوم" صادمة وأظهرت خداعها

اعتبر الكاتب ورئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم"، عبد الباري عطوان، اليوم السبت، أن "الاتهامات الأمريكية لقناة "روسيا اليوم" بنشاط استخباراتي لصالح روسيا، هو حملة مفاجئة وغير متوقعة من دولة تقول إنها زعيمة العالم الحر، وإنها تسعى للديمقراطية وحرية التعبير، ونقضت كل روايات حرصها على حرية الرأي الآخر".
Sputnik
وأضاف أنه "في أمريكا نظام أقرب إلى الديكتاتورية منه إلى الديمقراطية"، قائلا إن "الحملة على قناة "روسيا اليوم" تتعارض مع أكاذيب واشنطن بأنها حريصة على الرأي الآخر وعلى الديمقراطية، التي لم تعد موجودة على الإطلاق لدى الأمريكيين، وهو ما يظهره الموقف الغربي والأمريكي المنحاز للديكتاتورية والقمع وحرب الإبادة في قطاع غزة مثلا".
واعتبر عطوان أن "الاتهام الأمريكي لم يُقنع أحدا على الإطلاق"، مشددًا على أن "ما حصل يؤكد أن العالم خُدع بأقوال أمريكا بأنها تدعم الإعلام الحر".

ورأى في "قيادة وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، للحملة على "قناة روسيا اليوم" أمرا صادما لا مفاجئا فقط، خصوصا أن أمريكا تطلق مثل هذه الاتهامات على قناة تعبّر عن آراء كثيرين حول العالم وليس في روسيا فقط".

قلق بريطاني من تفوق "سبوتنيك" و"آر تي"
وتابع عطوان بالتأكيد أن "ما حصل إن دلّ على شيء، فعلى أن قناة "روسيا اليوم" استطاعت أن تحقق نجاحا، وأن تصل إلى الجماهير، لأن الإعلام الغربي لم يعد حرا، ولم يعد يحترم الرأي الآخر"، مشيرًا إلى أن "حربَ غزة وتبنّي الرئيس الأمريكي جو بايدن، وليس فقط وزير خارجيته، للروايات الإسرائيلية حولها، فضحت أكاذيب الغرب وأمريكا بحرصهم على الديمقراطية والرأي الآخر".
واتهمت أمريكا قناة "آرتي" التلفزيونية، أمس الجمعة، أنها لعبت دورا رئيسيا في رد الفعل المؤيد لروسيا على الوضع في أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين: "أحد الأسباب التي جعلت الكثير من دول العالم لا تدعم أوكرانيا، بشكل كامل كما قد تتوقع، هو النطاق الواسع لقناة "روسيا اليوم".
وزعم أن الدعاية والمعلومات المضللة والأكاذيب تنتشر بين الملايين إن لم يكن المليارات من الناس في جميع أنحاء العالم.
"آر تي" العربية تفتتح مكتبا إقليميا في الجزائر وتطلق برنامجين جديدين
وبحسب بلينكين، فإن واشنطن تلقت "معلومات جديدة" تفيد بأن "آر تي" التابعة لمجموعة "روسيا سيغودنيا" الإعلامية الروسية، تمتلك القدرات اللازمة للقيام بعمليات سيبرانية، بحسب قوله، و"شاركت في عمليات التأثير السرية والمشتريات العسكرية"، زاعما بأن "هذه المعلومات تم تقديمها من قبل موظفي القناة أنفسهم".
وأضاف: "يجب أن تتوقف "آرتي" عن نشر الدعاية الروسية، وموظفوها يهددون ديمقراطيتنا ويتدخلون في الانتخابات بالولايات المتحدة"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا تطلق "حملة دبلوماسية" ضد قناة "آر تي" الإخبارية وسيحث الدبلوماسيون الأمريكيون شركاءهم للتعامل مع تحركات القناة الروسية الإعلامية على أنها "استخبارية".
مناقشة