وقال مصطفى في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "نجد أن أمريكا حليف استراتيجي قوي للسعودية الملكية ودولة الإمارات وقطر والأردن رغم اختلاف أنظمة الحكم، أعني أن أمريكا لديها مصالح إستراتيجية اقتصادية وأمنية بالدرجة الأولى، وأكبر مهدد لأمنها القومي يتمثل في الإرهاب الذي يهدد وجودها بالمنطقة وروسيا التي تسعى لبناء علاقات شراكة سياسية، اقتصادية وأمنية قوية".
وأضاف رئيس الحركة الشعبية: "بعد رفض الحكومة السودانية المشاركة بالحضور في مفاوضات جنيف استخدمت أمريكا بديل استراتيجي مرن، وقد كان ذلك واضحٱ في تصريحات وتغريدات مبعوثها للسودان توم بريلو ووزير خارجيتها انتوني بلينكن وأخيرٱ ما جاء في بيان رئيسها جو بايدن".
وأشار مصطفى إلى أن "هذه المرونة التي أعقبت ذلك التعالي والحدة في التصريحات وهذا التقييم والاهتمام الذي صعد من ترجة المبعوث والوزير إلى درجة الرئيس، إن دل على شيء إنما يدل على أهمية السودان بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، وبالتالي هناك تحد كبير وتهديدات استراتيجية عظيمة قد تواجه أمريكا بقدوم الدب الروسي إلى منطقة البحر الأحمر".
وأوضح رئيس الحركة الشعبية "أن المشهد قد تعقد الآن لأن حكومة السودان تشك في مصداقية أمريكا، التي لم تعمل بجدية لتنفيذ إعلان جدة وأنشأت منبر جديد وتعاملت بحدة وقسوة وتهديد ووعيد مع الجيش السوداني، الذي اشترط تنفيذ اتفاق جدة للمضي في أي مفاوضات، هذا الشك قاد حكومة السودان لتعزيزعلاقاتها بروسيا وقد قطعت شوطٱ طويلٱ في ذلك، بل أصبح أثر ذلك واضحٱ في قرارات مجلس الأمن، وبالتالي يصعب على حكومة السودان التفريط في تلك المكاسب الكبيرة التي حققتها من العلاقة مع روسيا".
وقال مصطفى: "على أمريكا أن تستمر في مساعيها لوقف الحرب، لكن لا بد أن تتبع القول بالعمل وأن تعمل لتنفيذ ما كانت شاهدة وضامنه عليه في منبر جدة، إضافة إلى السماح بوجود روسيا كلاعبة أساسية في حل الأزمة".
دعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن،أمس الأربعاء، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى عودة الانخراط في المفاوضات لإنهاء الحرب، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بلا عراقيل.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض: "أدعو المتحاربين المسؤولين عن معاناة السودانيين - القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع - إلى سحب قواتهم، وتسهيل الوصول الإنساني دون عوائق، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب".
وأضاف: "يجب على قوات الدعم السريع أن توقف هجومها الذي يلحق ضررا غير متناسب بالمدنيين السودانيين. ويجب على القوات المسلحة السودانية أن توقف القصف العشوائي الذي يدمر حياة المدنيين والبنية التحتية. في حين اتخذ الجانبان بعض الخطوات لتحسين الوصول الإنساني، تواصل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تأخير وتعطيل العمليات الإنسانية المنقذة للحياة. و يتعين على الطرفين السماح فورًا بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان".
وتابع الرئيس الأمريكي: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوداني. فمنذ بداية الصراع، كنا نضغط من أجل السلام وسعينا إلى محاسبة الجهات الفاعلة التي تريد إدامة العنف. وقد تقدمت الولايات المتحدة بجهود لحشد الشركاء الدوليين، وإنهاء الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وتوسيع نطاق الوصول الإنساني، ورفع أصوات المجتمع المدني ــ مؤخراً من خلال المحادثات الشهر الماضي في سويسرا، حيث أطلقنا مجموعة "التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" مع مجموعة من الشركاء المؤثرين، الاتحاد الأفريقي، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وسويسرا، والأمم المتحدة، والإمارات العربية المتحدة".
وأشار البيان إلى أن "مجموعة "التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" نجحت في تأمين فتح طرق جديدة إلى دارفور والخرطوم، والتي يتم من خلالها الآن تسليم المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، والسماح بالوصول إلى بعض المهابط الجوية لزيادة تسليم المساعدات. ولكن يتعين علينا أن نواصل الضغط من أجل المزيد".
وأكد بايدن أن "الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة في العالم للمساعدات للشعب السوداني، حيث قدمت أكثر من 1.6 مليار دولار كمساعدات طارئة في العامين الماضيين. وقد حددنا سابقًا أن أفراد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب، وأن أفراد قوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي".
ولفت إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية "فرضت عقوبات على ستة عشر كيانًا وفردًا لمساهمتهم في الصراع، أو تفاقم عدم الاستقرار، أو انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وسنواصل تقييم المزيد من مزاعم الفظائع والعقوبات الإضافية المحتملة".
وخلص بيان الرئيس الأمريكي بالقول: "لن تتخلى الولايات المتحدة عن التزامها تجاه شعب السودان الذي يستحق الحرية والسلام والعدالة. وندعو جميع أطراف هذا الصراع إلى إنهاء هذا العنف والامتناع عن تأجيجه، من أجل مستقبل السودان وجميع الشعب السوداني".
وتتواصل منذ 15 نيسان/أبريل 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن القتال المستمر في البلاد قد يؤدي إلى تفشي الأمراض، وانهيار قاتل للنظام الصحي.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 750 ألف شخص يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وهناك 25.6 مليون شخص يواجهون أزمة جوع في السودان.