وحسبما أفادت مجلة "نيتشر"، اكتشف علماء الفلك انبعاثا هائلا لمادة من ثقب أسود فائق الكتلة يقع في كوكبة التنين، ويمتد هذا الانبعاث لمسافة مذهلة تصل إلى أكثر من 23 مليون سنة ضوئية، أي ما يعادل 140 مرة قطر مجرة درب التبانة.
ووفقًا لتصريحات الباحثين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فإن هذا التدفق الهائل للمادة يجعل مجرتنا تبدو وكأنها نقطة صغيرة بجانبه.
جاء هذا الاكتشاف بعد مراقبة عدد من المجرات النشطة باستخدام التلسكوب الراديوي LOFAR الأوروبي، حيث تم رصد أكثر من 11 ألف انبعاث ضخم من ثقوب سوداء فائقة الكتلة.
وكان من بينها انبعاث قياسي أُطلق عليه اسم "بورفيريون"، نسبة إلى عملاق من الأساطير اليونانية، ويقع هذا الهيكل الضخم على بعد 7.5 مليار سنة ضوئية من الأرض.
ويعتقد العلماء أن "بورفيريون" نشأ نتيجة لانفجار في نشاط ثقب أسود هائل قبل مليارات السنين عندما كان الكون أكثر كثافة.
كما يعتبر هذا الاكتشاف تحديًا للنظريات السابقة التي تشكك في قدرة الثقوب السوداء على توليد انبعاثات طويلة الأمد كهذه، مما يشير إلى وجود عمليات فيزيائية غير معروفة حتى الآن.
ويأمل الباحثون أن تساعد دراسات "بورفيريون" المستقبلية في كشف المزيد من أسرار الثقوب السوداء العملاقة. وقد يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لفهمنا للكون وما يحدث داخل الثقوب السوداء فائقة الكتلة، والتي تعد أحد أكبر أسرار الفضاء.