خبير في الحوكمة الرقمية لـ "سبوتنيك": أجهزة "البيجر" ربما كانت قد فخخت
16:48 GMT, 19 سبتمبر 2024
أكد الخبير في الحوكمة الرقمية ربيع بعلبكي، اليوم الخميس، أنّ "أنواع القرصنة والهجمات الحاصلة تتعدّد، والتي تتم على ثلاثة مستويات باستخدام تقنيات واتصالات متقدمة"، لافتًا إلى أنّ "إسرائيل تمتلك قوةً كبيرةً في هذا المجال، مما يعزز قدرتها على تنفيذ هذه العمليات".
Sputnikوأوضح الخبير في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "
أول خرق كان عبارة عن عملية استخبارات دقيقة جداً، حيث استطاع الجيش الإسرائيلي الوصول إلى المورّد لهذه الأجهزة واستخدام شركة تدعى "أبولو الذهبي"، يقال حتى الآن إنها وهمية، وقد حصلت على الترخيص لتصنيع وتجميع أجهزة البيجر".
وأضاف: "تم تبديل هذه الأجهزة عبر تفخيخ البطارية بمواد متفجرة، وفي المرحلة الثانية، تم التلاعب بالساعة التي تتحكم في شحن البطارية أو تفخيخها، لأنهم يحتاجون إلى صاعق لتفجيرها، استخدموا بطارية ليثيوم، مما يوفر الحرارة العالية والشرارة اللازمة لتفجير العبوة، هذا ما حدث أول من أمس، وهذه التقنية استخدمت يوم أمس أيضا، لكن الأضرار كانت أقل بسبب الوعي المتزايد لدى المواطنين لهذا الموضوع، ولاحظنا أنه تم استخدام الأجهزة في أماكن أمنية اضطرارية أثناء تشييع "الشهداء" فقط".
وطمأن بعلبكي أنّه "من شبه المستحيل أن يطال التفجير الأجهزة الذكية، إذ أن أميركا وأوروبا لن تسمح لإسرائيل القيام بهذا الأمر، على اعتبار أنّ هذه العمليات قد تضر باقتصادها الرقمي، بالإضافة إلى ذلك، حزب الله لا يستخدم هذه الأجهزة، والاختراقات قد تحدث على مستوى أجهزة "البيجر" ومثيلاتها فقط".
ولفت إلى أنّ "الصور التي انتشرت تشير إلى أنّ كل الأجهزة أبعدت عن مكانها، وهنا نرجح فكرتين: الأولى تفيد بأنه قد تم اختراقها في وقت سابق وزرع برنامج يتحكم في تفجير البطارية، أما الثانية فتتعلق باستخدام موجات كهرومغناطيسية عالية جداً، مما يفسر التشويش الكبير الذي شهده لبنان منذ بداية الحرب".
ورأى الخبير في الحوكمة الرقمية أنّه "من الواضح أن هناك إحراجًا في مكان معين وفي التوقيت، حيث لم نرَ أي مكاسب حربية على الميدان، وبالتالي، فإن عملية من هذا النوع تعتبر شرسة جدًا، ومن المؤكد أنه كان هناك كشف لهذه الأجهزة، لكن ساعة الصفر كانت أسرع من الاتصالات".
وأضاف بعلبكي أنّ "هذه العملية تعتبر درسًا كبيرًا لكل الدول التي تبحث عن أمنها القومي، حيث يجب عليها تطوير ابتكاراتها في مجال الاتصالات والاقتصاد الرقمي".
يُذكر أن أجهزة "بيجر" انفجرت في أجزاء مختلفة من لبنان، يوم الثلاثاء، وأصيب ما يصل إلى نحو 3 آلاف شخص، وتوفي 37. ولم يعرف بعد سبب التفجير المتزامن لعشرات الأجهزة. واتهم "حزب الله" والسلطات اللبنانية إسرائيل في الحادث.
وأثارت انفجارات أجهزة "بيجر" الأخيرة في لبنان،
عدة تساؤلات عن الشركة المصنعة لهذه الأجهزة، ما أجبر الشركة التايوانية على الرد في بيان لها.