وأضاف: "تبين أن هذه الانفجارات ناجمة عن سعي إسرائيل لإزالة الألغام في المنطقة من أجل حرية التحرك وفتح الطريق أمام الجيش الإسرائيلي، في حال حصول أي هجوم من جهة الجنوب السوري"، وفق الخبير الأمني.
"الإسرائيلي يحفر الأنفاق تحت المنطقة العازلة"
وأكد لطف، في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، أن "هناك أنفاقًا حفرها الجيش الإسرائيلي، من جهة الجولان، أسفل خط "ألفا" الفاصل بين الجيشين السوري والإسرائيلي، مما يخلّ بالالتزامات، التي تترتب على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 350 لعام 1974".
وأضاف لطف أن "هذه المنطقة العازلة بين الجيشين السوري والإسرائيلي تديرها قوات "أوندوف" التابعة للأمم المتحدة".
وحذّر لطف من "آلاف المسلحين في تنظيمي جبهة "النصرة" و"داعش"، الذين كانوا يسيطرون على منطقة وادي اليرموك في منطقة المثلث، جنوب غربي سوريا، قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بسحبهم إلى عمق الجولان وفلسطين المحتلة، بعد تقدم الجيش السوري نحو المنطقة بدعم من سلاح الجو الروسي وتحريرها عام 2018".
وتتموضع قوات حفظ السلام لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) في المنطقة الواقعة بين الخطين الأمميين "برافو" و"ألفا"، إلا أنها كانت قد انسحبت منها وعلّقت مهامها عقب اختطاف 45 عنصراً من جنودها من الجنسية الهندية، على أيدي مسلحي تنظيم "القاعدة" (تنظيم إرهابي محظور في روسيا)، عام 2014، الذين ما لبثوا أن أعلنوا بيعتهم لتنظيم "داعش" (تنظيم إرهابي محظور في روسيا).
وأوضح الخبير الأمني أن "الأنفاق التي يحفرها الجيش الإسرائيلي أسفل المنطقة الأممية العازلة، يتطلع إلى استخدامها كقاعدة مصغرة لتسهل عليه أي دخول من هذا الموقع، ولتكون داعماً لوجستياً لأي تحرك قد يقوم به هو وعملائه في المنطقة".
"مشروع فصل الجنوب مستمر"
وأشار الخبير الأمني السوري إلى أن "المشروع الإسرائيلي لفصل جنوب سوريا، مستمر على قدم وساق، ويتم بالتنسيق مع مسلحين في أرياف محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا، وحتى جهات أخرى في ريف دمشق".
وأشار لطف إلى أن "هذا التجمع يتخذ اسم تجمع "أحرار الجبل والسهل"، وهو بقيادة مجموعة من الإرهابيين هم المدعو الشيخ سليمان عبد الباقي، من أهالي السويداء، ووليد الشتار من منطقة الصنمين، وأيضًا مازن الزعبي، من منطقة الطيبة بريف درعا الشرقي، وإياد الجلم، من مدينة جاسم بريف درعا الغربي، وهناك أشخاص من عائلة "الحريري"، وغيرهم في جاسم ومناطق أخرى، ومنهم الضابط المنشق عمار الواوي"، بحسب قول الخبير.
وأوضح الخبير الأمني السوري أن "المسمى الذي ينضوي تحته جميع أولئك في جنوب سوريا هو "كتائب أبناء الجنوب" و"ثوار الجنوب".
بريطانيا تطل برأسها جنوب سوريا
وأكد لطف أن "الإشراف الرئيسي في مشروع "فصل الجنوب" الإسرائيلي هو تحت إشراف بريطاني، والهدف منه هو فصل الجنوب بحجة محاربة التواجد الإيراني مع أخذ طابع إقليم جنوبي، أسوة بمنطقة شرق الفرات".
وألمح لطف إلى أن
الإيغال البريطاني في جنوب سوريا، له دوافع تاريخية، وربما يتقاطع مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي أخرجته من جنوب سوريا بمؤامرة بين وكالة المخابرات الأمريكية وفرنسا عام 1949، والاستيلاء على خطوط أنابيب نفط "تابلاين"، التي تمر من هذه المنطقة".
وأشار إلى أن "هذه المعمعة قد تفسر التنافس البريطاني الفرنسي في جنوب سوريا، هذا التنافس الذي يتجلى من خلال توافق المجاميع الإرهابية المسلحة مؤخرًا على رفع أعلام مختلفة ومتباينة عقائديًا، وهي التي كانت حتى أمد قريب متصارعة على رفع تلك الأعلام".
ولفت الخبير الأمني السوري إلى أن "مشروع فصل الجنوب يجري حاليًا تحت إشراف التحالف اللاشرعي شرقي سوريا، بتنسيق أمريكي وبريطاني، ولكن الوصي الأساسي في هذا المشروع هو بريطانيا، وهي المسؤول الرئيسي عن موضوع فصل الجنوب السوري وكل ما يجري في منطقة الجنوب تحت سيطرتها بالكامل بالتنسيق مع جهات في مملكة الأردن وإسرائيل".