مصدر لصحيفة خليجية: اغتيال عقيل سيؤدي إلى مواجهة أكبر إذا لم يتم احتواء التصعيد

كشفت صحيفة خليجية، اليوم الأحد، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن اغتيال قائد وحدة "الرضوان" في "حزب الله"، إبراهيم عقيل، يمثل تطورا خطيرا في سياق الصراع، مشيرة إلى أن هذا الحدث الأمني يأتي في توقيت حساس للغاية بالنسبة إلى المشهدين اللبناني والإقليمي.
Sputnik
وذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أنه "إذا قرر "حزب الله" الرد بقوة على اغتيال عقيل، فإن المنطقة قد تكون على موعد مع تصعيد واسع على جبهات متعددة. ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل برد فعل سريع وموجع، ما قد يدفع الأطراف إلى مواجهة شاملة، على غرار حرب يوليو(تموز) 2006. ومع ذلك، فإن أي تصعيد كبير قد يجر المنطقة إلى تدخلات دولية سريعة لاحتواء الموقف، خصوصا أن لبنان يعاني من وضع اقتصادي وسياسي هش، قد يتأثر بشدة من أي حرب طويلة الأمد".
وحذرت المصادر من أن "اغتيال إبراهيم عقيل، ليس حادثة عابرة، ولكنه خطوة في مسار متوتر قد يؤدي إلى مواجهة أكبر إذا لم يتم احتواء التصعيد"، معتبرة أن "اغتيال إبراهيم عقيل، يشكل ضربة نوعية للحزب، ويأتي في إطار سلسلة استهدافات إسرائيلية لقيادات عسكرية بارزة فيه".
وأضافت المصادر، بالقول: "تشير التوقعات إلى أن رد الحزب على هذا الاغتيال سيكون مدروسا، ولكن سيكون مؤلما جدا لإسرائيل وغالبا ما يعتمد "حزب الله" على استراتيجية الرد المتدرج والحذر في مواجهة إسرائيل، لعدم الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب النتائج".
وأكدت المصادر أن "اغتيال شخصية بمستوى عقيل قد يدفع "حزب الله" إلى التفكير في تصعيد كبير ضد إسرائيل، خصوصا إذا تزامنت هذه الحادثة مع ضغوط ميدانية أو تطورات إقليمية تسهل مثل هذا التصعيد، حيث يمتلك "حزب الله" خيارات عدة لتنفيذ عمليات نوعية، سواء عبر عمليات صاروخية دقيقة أو حتى عبر وحدات نخبوية مثل وحدة "الرضوان" نفسها، التي قد تسعى للانتقام من خلال تنفيذ عمليات اختراق نوعية ضد أهداف إسرائيلية حساسة".
وتابعت المصادر، بالقول إنه "في الوقت عينه، يتفادى الحزب عادة التصعيد الواسع من دون حساب دقيق للتوقيت والسياق السياسي والميداني، خصوصا أن الوضع الإقليمي معقد، وهناك حسابات محلية ودولية قد تؤثر على قرار التصعيد".
بعد إعلان مقتله.. "حزب الله" يعرض لأول مرة مقطع فيديو للقائد الميداني إبراهيم عقيل
وكان "حزب الله" اللبناني، قد أكد مساء أول أمس الجمعة، في بيان له، مقتل القيادي العسكري في الحزب إبراهيم عقيل، خلال غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومعه 15 آخرين من القياديين والعناصر خلال اجتماع لهم.
وبحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فإن عقيل، "أدار في الثمانينيات، عملية اختطاف رهائن أمريكيين وألمان في لبنان، واحتجازهم هناك".
جنرال إسرائيلي سابق: في طريقنا إلى حرب واسعة بالشمال والوقت مناسب لاستهداف "حزب الله"
ورصدت واشنطن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود للوصول إلى عقيل.
كما أن عقيل كان مطلوبا أيضا من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، علما أنه "متهم بتفجير السفارة الأمريكية في بيروت ومقر المارينز عام 1983، ما تسبب بمقتل 241 أمريكيا".
"حسناء البيجر"... لغز سيدة أعمال غامضة ربما تكون وراء تفجيرات لبنان
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي، إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية من شن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.
مناقشة