بوتين: روسيا لا تبني محطات للطاقة النووية في الخارج فحسب بل تخلق صناعة لشركائها

صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن روسيا على استعداد لتعزيز السيادة التكنولوجية لشركائها، وهي عندما تقوم ببناء محطة للطاقة النووية في أحد البلدان، تقوم بالإضافة لذلك بإنشاء صناعات وقطاعات عمل جديدة في مجال الطاقة والاقتصاد.
Sputnik
انطلقت اليوم في موسكو الجلسة النقاشية لـ"أسبوع الطاقة الروسي" بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بوتين خلال الجلسة العامة للمنتدى الدولي "أسبوع الطاقة الروسي": "روسيا مستعدة لتعزيز السيادة التكنولوجية لشركائها في قطاع الطاقة، من خلال تشكيل سلاسل علمية وإنتاجية كاملة. هذه هي بالضبط الطريقة التي يتطور بها التعاون في مجال الطاقة الذرية السلمية، عندما يتم بناء محطات "روساتوم" في الخارج يتزامن ذلك مع تجهيز الكادر المحلي، وتدريب المهندسين والعمال ومديري المنشآت الجديدة".
وأضاف: "في الواقع، نحن لا نقوم فقط ببناء محطة، كما يقولون في "روساتوم"، بل نقوم بإنشاء صناعة لشركائنا، وقطاعات عمل جديدة في مجال الطاقة والاقتصاد".
وتابع بوتين: "يعتقد البعض أن بإمكانهم تطبيق عقوبات غير قانونية لصالحهم في قطاع الطاقة"، مشيرا إلى أن "النخب الغربية تمنع الدول غير المرغوبة من الوصول إلى المنصة وتقنياتها لأنها لا تستطيع المنافسة".

وأضاف: "اعتقدت النخب الغربية أنها قادرة على منع الوصول إلى هذه الخدمات في تلك البلدان التي لا يحبونها سياسيا، وبالتالي وضعهم على هامش التقدم، ولكن في الواقع ببساطة إخراجهم من السوق، أعتقد أن الكثيرين سيتفقون معي في ذلك وأن جميع هذه الأدوات تُستخدم في المقام الأول كأدوات للمنافسة غير المشروعة"، مؤكدا أن الدافع كان واضحا: "الغرب لا يريد المنافسة لأنه لا يستطيع مواجهتها وغالباً ما يخسر في معركة عادلة".

أشار بوتين إلى رغبتنا في تشكيل منصة فعالة للنمو خالية من الضغوط والإملاءات والعقوبات الخارجية.
وأكد أن النمو الاقتصادي العالمي في القرن الحادي والعشرين لن يتركز في أوروبا وأمريكا الشمالية بل في دول "بريكس"، مضيفا "إنهم يرون إمكانية التفاعل المتساوي مع الأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية".

وقال بوتين: "نحن نهدف إلى المضي قدما في هذا المجال، ولن نقتصر على قطاع الطاقة، ولكن في مجال تنفيذ المشروعات، ومد سلاسل الإنتاج، في عدد من القطاعات بما في ذلك في مجال الطاقة النووية، حيث تقوم "روس آتوم" الروسية ببناء محطات الطاقة، وإنشاء قطاعات اقتصادية برمتها، تهدف للوصول إلى آفاق جديدة في مجال التعاون الاقتصادي بشكل عام وليس في قطاع الطاقة فحسب".

ووفقا له فإن الدول التي تتطلع إلى الانضمام إلى مجموعة دول "بريكس" ترى احتمال قيام نظام عالمي متساوٍ مع احترام المصالح الوطنية للدول.
وبحسب الرئيس الروسي دول الجنوب وجنوب شرق آسيا، وكذلك ذات معدلات المواليد المرتفعة ستكون الرائدة في النمو الاقتصادي.
وأوضح أن "البريكس ترى أن هدفها يتمثل في تكوين الإمكانات الاقتصادية وخلق مساحة للتعاون متبادل النفع بين الدول".

وأكد أن روسيا، رغم الصعوبات تظل أحد المشاركين الرئيسيين ورائدة في سوق الطاقة، مشيرا إلى أن الدول الصديقة تستحوذ على 90% من صادرات روسيا من الطاقة.

وأضاف: "سنواصل بالتأكيد تطوير خدماتنا وتقنياتنا في مجال الغاز الطبيعي المسال، وإنشاء مراكز لنقل وتخزين وتجارة الغاز الطبيعي المسال، وتزويد المشاريع بناقلات الغاز، وبالطبع زيادة قدرات موانئنا البحرية في القطب الشمالي والشرقي. وتعزيز الاتصالات والبنية التحتية لطريق البحر الشمالي. زملائي، الروس يعرفون ما أتحدث عنه، يتم خلق الكثير من المشكلات لهم، بالطبع، هذا يعيق جزئيًا تنفيذ خططنا، لكن بالتأكيد سيتم تنفيذها".
وتابع بوتين أن روسيا ستعزز البنية التحتية للطريق البحري الشمالي وسيتم تنفيذ خطط تطويره رغم معوقات الدول غير الصديقة.
ووفقا له فإن شركاء روسيا مهتمون بالانتقال إلى العملات الوطنية للدفع مقابل الصادرات الروسية.
رئيس مجلس الدوما: واشنطن وبايدن شخصيا يقفان وراء تفجيرات "نورد ستريم"
ووصف بوتين الطاقة الحديثة بأنها إحدى الصناعات الرئيسية، والأساس الحقيقي للتنمية العالمية، مشيرا إلى أن عملها الهادئ وفق قواعد شفافة ومفهومة، فضلا عن تنمية الودائع ومعالجة الموارد وعن الإمدادات دون انقطاع إلى السوق، يخلق أساسا متينا للنمو الاقتصادي والمجال الاجتماعي وتحسين رفاهية المواطنين.

وقال بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى "أسبوع الطاقة": "يتم تشكيل نماذج تنمية متعددة الأقطاب، والتي تطلق موجة جديدة من النمو العالمي للقرن الـ21 بأكمله. لن يتركز هذا النمو في أوروبا أو أمريكا الشمالية. بطبيعة الحال، فإن الأسس الأساسية للاقتصاد الأوروبي، الأمريكي جدية وقوية للغاية، إنها تعمل وستستمر في العمل... ورغم كل هذا لن يتركز النمو الرئيسي (الاقتصادي) في أوروبا أو أمريكا الشمالية، التي تفقد مكانتها تدريجيًا في الاقتصاد العالمي بل في دول "بريكس" والدول الراغبة بالانضمام إلى المجموعة".

وأضاف: "لسوء الحظ، فإن هذه الحقيقة البديهية تؤخذ في الاعتبار بشكل أقل فأقل من قبل أولئك الذين تبنوا آليات العقوبات غير القانونية ويعتقدون أن بإمكانهم استخدامها لصالحهم في قطاع الطاقة".
وأوضح بوتين: "ميزان الطاقة لدينا هو من بين الأكثر خضرة في العالم".
مناقشة