وقالت عالمة البحار، آنا ماريا غارسيا سيغارا، من جامعة أنتوفاجاستا، إنه "من المثير للدهشة هو الطريقة التي قسّمت بها الحيتان القاتلة فرائسها وتقاسمتها، على غرار الطريقة التي قد تفعل بها الأسرة البشرية، حيث تمسك الأم الفريسة في فمها حتى يتمكن طفلها من أخذ قضمات منها".
وتابعت العالمة: "من المثير للإعجاب أيضا هو ملاحظة سلوك تقاسم لحم الدلافين بين أعضاء مجموعة الحيتان القاتلة، باستخدام طائرة من دون طيار، حيث لاحظنا كيف تتغذى الأم وصغيرها أولاً ثم الذكر البالغ لاحقًا"، مضيفة: "كان الأمر أشبه بطقوس تقاسم الطعام على غرار البشر، عندما نأكل يوم الأحد مع جدتنا وجدنا، أتذكر عندما كنت طفلة كانت جدتي تطعمني أولاً ثم يأكل الكبار لاحقًا".
وأوضحت أن "مجموعة الحيتان القاتلة التي تتجول عبر تيار همبولت والمعروفة باسم مجموعة "ميناتشو"، غير مفهومة بشكل خاص، ومن غير الواضح ما إذا كانت تشكل نمطًا بيئيًا بحد ذاتها أو تنتمي إلى مجموعة أكبر رغم أنه تم توثيق 28 مشاهدة للحيتان القاتلة".
وأشارت سيغارا إلى أن هذا الاكتشاف يدل على أن مجموعة "ميناتشو" قد تنتمي إلى نفس النمط البيئي، مثل الحيتان القاتلة النيوزيلندية والأرجنتينية، والمعروفة باسم النوع "أ" وهناك أوجه تشابه أخرى؛ حيث تتغذى الحيتان القاتلة الأرجنتينية أيضًا على أسود البحر، كما تفعل مجموعة "ميناتشو". إذا كانت مجموعة "ميناتشو" تنتمي إلى النمط البيئي من النوع "أ"، فهذا يعني أن هذه المجموعة من الحيتان القاتلة لديها نطاق أكبر بكثير مما كنا نعرفه.
وأضافت غارسيا سيغارا: "إذا أثبتنا أن هذا النمط البيئي متخصص في الثدييات البحرية، ولديه تقنية صيد خاصة لم يتم ملاحظتها من قبل في مجموعات أخرى، فسيكون هذا حصريًا لهذه المجموعة، ويجب اعتباره مجموعة منفصلة للحماية والحفاظ عليها"، بحسب بحث منشور في مجلة "ساينس أليرت".
ويشار إلى أن الحيتان القاتلة حاليًا لا تتمتع بحالة حماية لدى الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فهي مدرجة على أنها "ناقصة البيانات" بسبب نقص المعلومات عنها.