خبير: المنطقة في عين الحرب الإقليمية.. وإسرائيل تعتم على خسائرها

قال الكاتب والباحث السياسي، الدكتور أسامة دنورة، إن الهجوم الإيراني بالصواريخ ضد تل أبيب هو هجوم كبير بلا شك، إذ نتحدث هنا عن مئات الصواريخ، وربما منها صواريخ فرط صوتية، فبالتأكيد الصواريخ الباليستية من هذا القياس تحمل رؤوسًا حربية لا تقل عن 700 إلى 1000 كغ، وربما أكثر، وفي أقل الحالات 500 إلى 600 كغ وهذا غير مرجح.
Sputnik
وأضاف دنورة في حوار خاص مع "سبوتنيك": "عندما تسقط بهذه الكثافة مئات من هذه الصواريخ دقيقة التوجيه، وهي فرط صوتية بتكنولوجيا متقدمة، يتوقع أن تكون قد أصابت أهدافها بدقة. وقد تم توثيق القصف الذي أصاب بعض المواقع العسكرية الإسرائيلية والجوية مثل مطار بئر السبع أو قاعدة نيفاتيم".
إيران تحذر بضرب مصالح الدول الداعمة لإسرائيل إذا شاركت في أي هجوم ضدها
ولفت إلى أن جميع الصور التي تم التقاطها لم تتضمن أي مشاهد لاعتراض الصواريخ من القبة الحديدية أو مقلاع داوود أو باتريوت، ما يدل على وصول الصواريخ إلى أهدافها بنجاح.

إنها الحرب الإقليمية

وأشار الدكتور دنورة إلى أن ما بدأ محليًا في قطاع غزة امتد ليصبح واسع النطاق، إذ نشهد اليوم اشتباكًا إقليميًا بين طرفين لا تفصل بينهما حدود مباشرة. ورغم أن الاشتباك قد لا يتحول إلى مواجهة دائمة، إلا أن المؤكد هو تغير قواعد الاشتباك، حيث يمكن لكل طرف ضرب الآخر في أي وقت وعلى أي جغرافيا، مما يمهد لتحول الصراع إلى صراع أكبر، رغم أن هذا غير مرجح. وستعتمد إمكانية تصاعد المواجهة على طريقة الرد الإسرائيلي.
وأوضح دنورة أن هذه الضربات الإيرانية الكثيفة ستجعل من الصعب على إسرائيل الكشف عن خسائرها الحقيقية، وأنه من المتوقع حجب المعلومات المتعلقة بتلك الخسائر، وهو ما اعتادت عليه إسرائيل في مثل هذه الحالات. وأضاف أن إسرائيل قد بدأت بالفعل عمليات نفسية لتقليل من أهمية الضربات الإيرانية، مدعية إسقاط عدد من الصواريخ أو تلقي تحذيرات مسبقة.

"حجم الخسائر كبير"

وأكد دنورة أن حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل كبير، سواء على مستوى الطائرات أو المعنويات، مما سيسهم في ردعها على المستويات العسكرية والسيكيولوجية والسياسية.
نتنياهو: الهجوم الصاروخي الإيراني تم إحباطه وطهران ارتكبت خطأ كبيرا ستدفع ثمنه
وأشار إلى أن هذه الضربات ستدفع إسرائيل لإعادة التفكير في خياراتها تجاه توسيع الصراع، خصوصًا في ظل التأثيرات النفسية والسياسية الناجمة عن هذه الضربات.
ولفت دنورة إلى أن:
"الرد الإيراني سيؤثر بشكل معنوي أكثر من مادي على الاجتياح البري لجنوب لبنان، وسيدفع القيادة الإسرائيلية لإعادة تقييم الهجوم البري، نظرًا للمخاطر المحتملة التي قد تواجهها".
وأوضح أن الموقف الإسرائيلي قد يصبح أكثر شراسة في استهداف المدنيين والبنية التحتية، أو قد تسعى لضبط القتال بناءً على تباين بين الآراء داخل القيادة الإسرائيلية.

البحث عن تسويات

وتوقع دنورة أن استمرار الضربات المتبادلة سيؤدي إلى استنزاف الدفاع الجوي الإسرائيلي، مما قد يسهم في إسقاط الحكومة الإسرائيلية أو تغيير تكوينها لتشمل شخصيات سياسية جديدة.
الحرس الثوري الإيراني يعلن استهداف إسرائيل بعشرات الصواريخ ردا على اغتيال هنية ونصر الله
واختتم دنورة بالقول إنه سواء سيطرت النظرة العقائدية لدى المتشددين أو البراغماتية لدى السياسيين، فإن طول أمد المواجهة سيؤدي إلى إرهاق الجيش الإسرائيلي وانخفاض الروح المعنوية، ما سيدفع إسرائيل للبحث عن تسويات عن طريق الولايات المتحدة أو حلفائها.
وأكد دنورة أن إسرائيل تلقت درسًا قاسيًا من هذه المواجهة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستعيد حساباتها في ظل توسع الاشتباك الإقليمي، حيث لا يزال الموقف الأمريكي يتمحور حول الدعم الدفاعي لإسرائيل دون الدخول المباشر في أي عمليات انتقامية.
وأضاف أن:
"الدعم العسكري الأمريكي غير المشروط سيساعد إسرائيل على الاستمرار في محاولات الرد على جميع الجبهات، لكنه سيثقل كاهلها معنوياً وعسكرياً مع مرور الوقت، مما سيدفعها في النهاية إلى إعادة تقييم جدوى استمرار هذه المواجهات".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الثلاثاء، أنه نفذ هجومًا ضد إسرائيل بعشرات الصواريخ، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الإيراني بلبنان عباس نيلفروشان.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بإطلاق نحو 200 صاروخ من إيران باتجاه إسرائيل، موضحة أنه تم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.
ووفقا للحرس الثوري الإيراني فإن الهجوم الصاروخي على إسرائيل يأتي، "بعد مرحلة طويلة من الالتزام بضبط النفس"، وردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 تموز/يوليو الماضي، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ومسؤول ملف لبنان في فيلق القدس الإيراني عباس نيلفروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 أيلول/سبتمبر الماضي.
وكانت "حماس" قد أعلنت، في 31 تموز/يوليو الماضي، مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، جراء قصف إسرائيلي لمقر إقامته في طهران، غداة حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وحملت "حماس" إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية مقتل هنية، قائلة إن الهجوم لن يمر دون رد. كما توعد الحرس الثوري الإيراني بأن "الانتقام من إسرائيل" سيكون عبر سيناريو جديد ومفاجئ.
مناقشة