وكان الجيش الإسرائيلي قصف منزل من ثلاثة طوابق غرب النصيرات وسط القطاع، تقيم فيه عائلة الدرة بعدما نزحت من مدينة غزة، وأدى القصف إلى تدمير المنزل بالكامل ومقتل 14من عائلة الدرة، في الذكرى الـ 24 لمقتل الطفل محمد الدرة بين أحضان والده، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص بكثافة تجاههما، في اليوم الثالث للانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000.
وبعد 24 عاما من تلك الحادثة، يقف جمال الدرة والد الطفل محمد الدرة في مشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة، أمام جثامين عائلته التي قتلها الجيش الإسرائيلي، وكان جمال قد نجى من القصف لكنه لم ينجو من الصدمة والحزن الذي ارتبط مجددا بذكرى مقتل طفله محمد.
وأضاف: "لا يوجد أمان في قطاع غزة، الاحتلال يجبر الناس على النزوح إلى أماكن يسميها أمنة، ثم يستهدفها ويقتل المدنيين، وكأن هذه المناطق باتت فخا لتجميع النازحين لقتلهم، والاستمرار في الإبادة الجماعية، ومسح عائلات من السجل المدني، والشعوب والدول ترى ماذا يحدث ولا تفعل شيئا لإيقاف المجزرة المستمرة بحقنا، ونحن نقتل بصواريخ أمريكية، وأمريكا هي راعية الإرهاب في هذا العالم".
يشار إلى أن حادثة مقتل محمد الدرة في قطاع غزة، جرت في الثلاثين من سبتمبر/أيلول عام 2000، وتسببت في احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، والتقطت عدسات الكاميرات مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر 12 عاماً، خلف برميل إسمنتي بعد وقوعهما، وسط إطلاق النار من الجيش الإسرائيلي، ليسقط الطفل قتيلاً وتتحول تلك الحادثة إلى ذكرى سنوية.