توترات الشرق الأوسط تهدد بارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة وأوروبا الأكثر تضررا

حذر خبراء متخصصون من تداعيات استهداف المصافي النفطية وحقول الغاز الإيرانية، في ظل التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
Sputnik
وأكد الخبراء أن أسعار الطاقة يمكن أن ترتفع بشكل كبير، بعد ما شهدته من انخفاض، بما ينعكس بصورة خطيرة على أوروبا والصين بشكل أكبر.
وتحركت أسعار النفط، أمس الأربعاء، وسط مخاوف من أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، المنطقة الأكبر المنتجة للنفط على مستوى العالم.
دولة عربية تستحوذ على صفقة طاقة ضخمة تجعلها لاعبا رئيسيا في السوق العالمية
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا بما يعادل 0.46 بالمئة إلى 73.90 دولارا للبرميل عند التسوية، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 27 سنتا أو 0.39 بالمئة إلى 70.10 دولار عند التسوية.

انعكاسات مباشرة

من ناحيته، قال الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني، إن "الضربة الإيرانية لإسرائيل وخاصة ما يتعلق بمنشآت الغاز الواقعة بالقرب من مدينة عسقلان جنوب غرب إسرائيل، وفق وكالة "تسنيم"، خلقت الكثير من التوتر والخوف في الأسواق العالمية، بالرغم من توقعات سابقة بانخفاض سعر برميل النفط إلى حدود الخمسين دولار، وفق آخر التوقعات نتيجة البدء بزيادة الإنتاج أو بمعنى آخر وقف العمل بالتخفيضات من قبل "أوبك بلس"، والذي زاد عن 5 ملايين برميل يوميا".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "التخوف الأكبر يرتبط بما تحدثت إسرائيل عنه بشأن الرد على إيران بضرب المنشآت النفطية، وبالتالي خسارة أكثر من مليون ونصف مليون برميل تصدرها إيران يوميا، وخاصة السوق الصيني، مما يمكن أن يحرم الصين من الطاقة الرخيصة والتي بدورها سيكون لها أثرها الكبير على نموها المستدام، والتي تعمل وتجاهد للإبقاء عليه".
بايدن يستبعد الرد على إيران اليوم ويكشف عن مناقشات لاستهداف منشآتها النفطية
ويرى عكوش أن "تطور الأمر وصولا لإغلاق المعابر، سينعكس حتما على الأسعار، لكن الأمر ذاته قد يجبر إسرائيل على عدم المغامرة، في ظل حاجتها للطاقة، حيث يمكن أن تعرض منشآتها الغازية للضرب، وبالتالي توقف كامل الاقتصاد الإسرائيلي القائم اليوم على إنتاج هذه الحقول والمنشآت، ما يجعلها تفكر جيدا قبل القيام بأي خطوة في الإطار".

أوروبا الحلقة الأضعف

وأشار إلى أن "أوروبا هي الحلقة الأضعف دائما، كونها مستهلك للطاقة، وبالتالي أي تحرك للأسعار يخلق مشكلة إنتاج، يتبعه موجة التضخم مرة أخرى".
في الإطار، قال بدر الزاهر، الخبير الاقتصادي المغربي، إن "التطورات في المنطقة بين إسرائيل وإيران، قد لا تدفع إلى ارتفاع أسعار الطاقة في الوقت الراهن، في ظل حرص كل الأطراف على الدخول في حرب شاملة".
الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان تعلن إعادة فتح الحقول النفطية واستئناف عمليات التصدير بشكل طبيعي
وأضاف الزاهر، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "استبعاد مسار الحرب الشاملة يؤثر بشكل هام على استقرار أسعار الطاقة، حتى تغير الوضع والدخول في سيناريو الحرب الشاملة أو استهداف مصافي النفط، ما يؤثر بشكل كبير على الصين التي تعتمد على كميات كبيرة من إيران".
ولفت إلى أن "استهداف مصافي النفط في إيران ينعكس بشكل عالمي، على عمليات الإمداد، وخاصة الاقتصاد الصيني، بما يضع العالم أمام أزمة اقتصادية كبيرة".

ارتفاع مباشر

فيما قال الخبير الاقتصادي أحمد طرطار، إن "أسعار الطاقة ارتفعت بشكل مباشر بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، في ظل تخوفات في الوقت الراهن من التداعيات".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "استمرار الاشتباك العسكري والسياسي يؤثر بدرجة كبيرة على تذبذب الأسعار، التي انخفضت في وقت سابق لما دون الـ70 دولار للبرميل".
روسيا تعتزم الوصول بإنتاج النفط إلى 540 مليون طن سنويا خلال عدة سنوات
وأشار طرطار إلى أن "استمرار تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل قد تذهب بالأسعار لمستوى 100 دولار للبرميل، حال ما خرجت عن السيطرة، وتحولت لحرب إقليمية".
وشدد على أن "أوروبا أصبحت في حاجة ماسة للغاز وللطاقة في الوقت الراهن، ما يعني أنها ستقع في إشكالية كبيرة، إزاء استمرار الوضع الراهن وارتفاع المخاطر".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء الثلاثاء الماضي، أنه نفذ هجومًا ضد إسرائيل بعشرات الصواريخ، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، والأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، وقائد فيلق "القدس" الإيراني بلبنان، عباس نيلفروشان، بينما قالت إسرائيل إن الهجوم الإيراني كان فاشلا ولم يحقق أي خسائر، متوعدة بالرد في المكان والزمان المناسبين.
مناقشة