الدعوة التي جاءت تحت عنوان "جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان"، وجهتها الحركة لأحرار العالم في كل مكان، للمشاركة "انتصارا للحق الفلسطيني ورفضا للظلم والوحشية التي تمارسها إسرائيل في غزة ولبنان".
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية، بيانا عن "حماس"، جاء فيه: "الواجب يحتم على كل حر أن ينتفض ويغضب لما يحدث من انتهاكات ومجازر بحق المدنيين، وجرائم حرب وتجويع وترويع، واستهداف الاحتلال المتعمد للنساء والأطفال الأبرياء باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وضربه لكافة الأعراف والمواثيق ومبادئ حقوق الإنسان".
وتابع البيان: "نهيب بأحرار العالم الداعمين لقضيتنا العادلة، إلى مواصلة حراكهم الجماهيري الفاعل ومسيراتهم التضامنية الغاضبة، والمشاركة في جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان، والحشد لأوسع مشاركة جماهيرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني واللبناني ولإدانة الاحتلال، والعمل على فضح جرائم الاحتلال وكشف وجهه القبيح، والضغط على الحكومات لقطع كافة العلاقات معه ونبذه ومقاطعته على كافة المستويات".
وطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن أهمية هذه الدعوة، في ظل المواجهات العسكرية المستعرة على الأرض، وما الذي يمكن أن تحققه في غزة ولبنان، لا سيما مع فشل التحركات العربية والدولية الدبلوماسية كافة في هذا الصدد.
"دعوة وفاء"
اعتبر الدكتور ماهر صافي، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، أن "دعوة حماس لأحرار العالم للمشاركة الحاشدة والواسعة في فعاليات الغضب، يوم غد الجمعة، تأتي للوقوف مع فلسطين ولبنان ضد الاحتلال المستمر في حربه النازية، حرب الإبادة الجماعية التي قاربت على العام".
وبحسب حديث صافي لـ"سبوتنيك"، الحرب في قطاع غزة وتصاعد الحملة الشرسة التي تشنها إسرائيل على الضفة الغربية والقدس، والعدوان الهمجي المتواصل على لبنان، تأتي هذه الدعوة وفاءً للدماء النازفة، حيث تهدف إلى إيقاظ الحكومات التي تدعم إسرائيل بكل أدوات الدعم العسكري والسياسي.
وبحسب صافي، تهدف الحملة كذلك إلى وقف الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، وخلّفت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء والرجال، وما يزيد على 10 آلاف مفقود تحت أنقاض منازلهم المدمرة بفعل عمليات القصف الإسرائيلي، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، وفي ظل التخاذل الغربي والدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل.
تضامن ومشاركة
من جانبه، قال ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن "دعوة حركة حماس للمشاركة، الجمعة، في فعالية "جمعة الحرب على غزة ولبنان"، تأتي في ظل مرور عام كامل على العدوان الإسرائيلي في القطاع، والذي أدى إلى ارتقاء أكثر من 41 ألف شهيد وأكثر من 96 ألف جريح، وما يقارب 10 آلاف مفقود".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ولا تزال الحرب مستمرة وفي حالة تصعيد، فيما تأتي فعالية جمعة الغضب، في ظل استمرار تصعيد إسرائيل ضد محافظات ومدن ومخيمات وقرى الضفة والنمو الاستيطاني المستمر على حساب احتلال المستوطنين أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية، وبسبب انتهاكات إسرائيل في القدس المحتلة وغزة.
وأوضح أن "الفعالية تتضامن مع الشعب اللبناني، الذي يتعرض لحرب وتهجير ونزوح أكثر من مليوني مواطن من الجنوب، هربا من قصف وتدمير إسرائيل".
وقال إن "الفعالية فرصة للتأكيد على ضرورة إيقاف الحرب بكافة أشكالها، في ظل المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون واللبنانيون، ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي والعربي وأحرار العالم لنصرة قضية فلسطين والعدالة الإنسانية، بعد كل هذا القتل والتدمير لمدة عام".
وتابع: "يجب على الدول المحبة للسلام العادل والشامل والداعمة له، تشكيل حاضنة فاعلة وحقيقية ومستمرة لنصرة فلسطين، من خلال مطالبة الاحتلال بوقف الحرب على الأراضي الفلسطينية كافة، لا سيما حرب الإبادة في قطاع غزة ولبنان، عبر حشد كافة العواصم العربية، والمجتمع الدولي للضغط على واشنطن، لإلزام إسرائيل بالتوقف والعودة إلى طاولة المفاوضات، والتعاون بشكل إيجابي مع الوسطاء في مصر وقطر، لإبرام صفقة تبادل للأسرى تعمل على وقف دائم للحر".
وشدد أبو عطيوي على "ضرورة استمرار التفاعل العربي والدولي حتى بعد توقف العرب، والتعاطي بعدالة مع القضية الفلسطينية، عبر إنجاز مشروع عالمي جديد للسلام الشامل، ضمن مفاوضات جادة وحقيقية تعطي للشعب الفلسطيني، الأمل بالمستقبل نحو تحقيق حلم الدولة والاستقلال".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر 2023، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.
في غضون ذلك، ارتفعت حدة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ويتبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني قصفا مدفعيا متقطعا، كما تشهد العمليات توسعاً بشكل يومي على طول الحدود من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا.