لقد كانت عمليات الإجلاء صعبة من قبل، وكان من الضروري تنسيق القوائم مع الإسرائيليين والمصريين. لقد أصبح هذا الأمر مستحيلاً عملياً الآن بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا ـ الحدود بين قطاع غزة ومصر مع نقطة التفتيش الوحيدة، رفح.
ووثقت وكالة "سبوتنيك" مجموعة من الحالات التي عاشها المواطنون الروس في قطاع غزة، والتي تبين المعاناة التي عاشوها هناك، وأثناء عملية الإجلاء.
الناجون بين الأنقاض
يقول أحد المواطنين الروس كامل مطر: "اتصل بنا دبلوماسيون روس بشأن عملية الإجلاء"، وكانت أسماؤنا مدرجة في القائمة، ولكن في ليلة المغادرة دخلت القوات الإسرائيلية منطقتنا. حاصرت الدبابات منزلنا من كل جانب، والخروج كان بمثابة الانتحار".
يحمل عالم الطب الشرعي من مدينة دير البلح المكتظة بالسكان الجنسية الروسية، وزوجته وأطفاله الأربعة يحملون جوازات سفر روسية. بحثاً عن مأوى، انتقلت الأسرة من مكان إلى آخر سبع مرات واستقرت الآن في المباني التي نجت بأعجوبة وسط مبنى دمرته القنابل.
ويصف رب أحد الأسر الروسي الجنسية، معاناة الشعب الفلسطيني خلال الحرب، حيث قال: إنهم يطبخون الطعام على النار، ويحملون مياه الشرب لعدة كيلومترات، ويشترون المواد الغذائية الأساسية بأسعار باهظة.
منفصل عن العائلة
بينما كان إبراهيم موسى يسير جنوباً باتجاه الحدود المصرية، اعتقله الجيش الإسرائيلي أثناء مروره عبر نقطة تفتيش أقاموها داخل قطاع غزة. واحتُجز موسى لمدة شهرين، ثم أطلق سراحه دون إعادة جواز سفره الروسي المصادر. حيث يعرض صورة لمستند على شاشة هاتف ذكي متصدعة.
وأضاف موسى: "مشينا تحت قصف مكثف، وكان الطريق مرعباً بكل بساطة. عبرت عائلتي الحاجز، لكن الجيش الإسرائيلي اعتقلني لأكثر من شهرين. يقول موسى: "لقد صادروا جواز سفري الروسي وجوازات سفر طفلي".
وتمكنت الزوجة والأطفال من المغادرة إلى روسيا - إلى إنغوشيا، إحدى مناطق شمال القوقاز التي استقبلت مركزياً اللاجئين من قطاع غزة.
بالإضافة إلى افتقاده لعائلته، يعاني موسى من نقص منتجات النظافة الأساسية. "من الصابون إلى الشامبو، فهي غير متوفرة سواء في المخيم أو في المنطقة الإنسانية التي حددها الاحتلال الإسرائيلي. ولهذا السبب، يمرض الأطفال وكبار السن".
لكن الوضع معاكس بالنسبة للفلسطيني أبو سرية. غادر زوجها الروسي برفقة والده المصاب بمرض خطير، وبقيت هي وأطفالها، الذين لا يحملون الجنسية الروسية، في قطاع غزة والآن أمام الكاميرا تطلب المساعدة من السلطات الروسية في المغادرة.
ولا توفر الخيام المصنوعة من البطانيات وحقائب المساعدات الإنسانية سوى القليل من الراحة من الحرارة، ومن غير المرجح أن تتمكن من مواجهة العواصف الشتوية القادمة.
وتقول المرأة إن إضافة إلى المعاناة الجسدية هي الصدمات النفسية التي يعاني منها الأطفال الذين شهدوا مقتل أقاربهم تحت النيران الإسرائيلية.