ولم يفصح الوزير عن دول بعينها، إلا أن مجلس السيادة السوداني، كثيرا ما وجه أصابع الاتهام إلى دولة الإمارات، التي قال إنها "متهمة من السودانيين بأدلة وشواهد كثيرة بأنها تدعم المتمردين، وتدعم من يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأكد رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أنه أبلغ الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي، "بحجم دعمهم للمليشيا المتمردة عسكرياً ودبلوماسياً وإعلامياً"، مضيفا: "قلت له إن قرار وقف الحرب في يدك بإصدار أوامر مباشرة لقيادة التمرد بوقف قتل السودانيين وستنتهي الحرب، ووعد بمعالجة الأمر ولكن لم يحدث شيء".
كما كشف البرهان عن مكالمة "دار فيها كلام خطير"، قال إنها بين ضباط إماراتيين وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقال وزير الخارجية السوداني السفير حسين عوض، إن "الحرب كشفت عن أصدقاء السودان.. فهناك دولٌ تحالفت مع الشيطان ضد السودان، تحقيقا لمصالحها دون مراعاة لعلاقاتها معه، ولكنها ارتهنت للمال السياسي الذي يأتيها من قوى الشر"، وفقا لصحيفة "السوداني".
وأضاف: "السودان دولة عضو في ميثاق الأمم المتحدة، ووفق سياساتها، فإنها تقوم علاقاتها مع أصدقائها وتتحالف من هو أحق بالتحالف، والمرحلة القادمة إن شاء الله هي التي سوف تحدد وجهة علاقات السودان مع الدول التي وقفت إلى جانبه وساندته، وهي بالنسبة له دول صديقة وشقيقة، وسوف يركز علاقاته معها بخلاف تلك الدول التي ارتهنت للمال السياسي".
وعن سؤاله حول الاتهامات الموجهة للجيش السوداني باستهداف مقر السفير الإماراتي بالخرطوم، قال الوزير عوض: "الجيش السوداني له عقيدة وهو جيش راسخ ومن أقوى الجيوش الأفريقية وأقدم الجيوش التي تلتزم بقواعد الاشتباك وفق القانون الدولي وله أخلاقيات يحكمها القانون والشرائع السماوية والأرضية".
في حين، أكد مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية، سالم سعيد غافان الجابري، قبل أيام، استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم.
وأشار الجابري إلى "وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف المقر (من قبل الجيش)، الأمر الذي يسقط الرواية الباطلة التي قدمتها الخارجية والقوات المسلحة السودانية، والتي لا تنفك عن محاولة بائسة للتهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية عما يجري في السودان"، على حد قوله.
وأضاف أن "الحادث أسفر عن وقوع أضرار جسيمة في المبنى والمرافق المحيطة به، في خرقٍ صارخ للمبدأ الأساسي، المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية وللمواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها، اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية"، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).