تأتي الاضطرابات في المنطقة الأفريقية في مقدمة التحديات التي تعيشها تونس، كما كل دول اتحاد المغرب العربي، بالإضافة للانقسام الحاصل بين دول "الاتحاد"، إثر الخلافات بين المغرب والجزائر.
وفاز الرئيس قيس سعيّد بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة التونسية لمدة خمسة أعوام.
وحصل سعيّد على نسبة 90.69 في المائة من الأصوات التي شاركت في السباق الانتخابي، وعددهم مليونان و704 آلاف و155 ناخبا أي بنسبة 27.7 في المئة من عدد من يحق لهم التصويت، وهي الأدنى منذ الثورة في 2010.
وبحسب النتائج الرسمية جاء المترشح العياشي زمال، في المرتبة الثانية وحصل على 7.35 في المائة، فيما جاء المرشح زهير المغزاوي في المرتبة الثالثة بحصوله على 1.97 بالمائة من الأصوات.
في الإطار قالت الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس يعمل على المستوى الداخلي في إطار شعار"البناء والتشييد والإصلاح".
على المستوى الإقليمي تضيف قعول، أن تونس تلعب دورا هاما في محيطها الإقليمي، خاصة أن الرئيس يتبنى القضايا الإقليمية ويعمل على إحياء اتحاد المغرب العربي، غير أن الإشكاليات الكبيرة بين المغرب والجزائر حالت دون ذلك.
ولفتت إلى أن التهديدات في الساحل والصحراء تمثل أهم التحديات، خاصة في ظل انتشار الجماعات الإرهابية، الأمر الذي يمس بأمن المنطقة بشكل كامل بما فيها تونس.
وترى أن الأولويات الإقليمية تتمثل في القضية الفلسطينية، والتي تحظى بدعم كبير من جانب الرئيس حتى ما قبل 7 أكتوبر 2023، كما تأتي الاتفاقيات مع الدول الأوروبية وفي المقدمة منها مع إيطاليا بشأن الهجرة غير الشرعية، وتجارة المخدرات، ومكافحة التجارة غير المنظمة.
وفق قعلول فإن مبادرات التعاون بين تونس والقاهرة تمثل فرصة هامة في مواجهة التحديات في المنطقة، كما هوالحال بالنسبة للتعاون مع الجزائر، الأمر الذي يتطلب تنسيقا مشتركا لتكثيف التعاون ومواجهة التحديات في ظل تعقد الوضع بشكل كبير.
وتابعت" تونس حسمت سياستها بشأن السيادة في تعاملاتها مع الدول الغربية، كما هو الأمر بالنسبة لصندوق النقد الدولي، في حين أن المرحلة المقبلة تشهد انفتاحا بشكل أكبر على دول العالم، مع التأكيد على أن تونس دولة ذات سيادة ولا يمكن الهيمنة عليها، وأنها تقيم شراكاتها مع العالم بناء على رؤيتها وقرارها الوطني".
وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقبل للانتخابات في تونس فاروق بوعسكر، إعادة انتخاب الرئيس التونسي قيس سعيّد لولاية ثانية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مساء يوم الاثنين، حسبما ذكر مراسل "سبوتنيك"، الذي أشار إلى أن الفترة الرئاسية الثانية مدتها 5 سنوات".
وبحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة حصل سعيد على نسبة 90.69 في المائة من الأصوات التي شاركت في الانتخابات الرئاسية.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، اجتمع قادة الجزئر وتونس وليبيا بالعاصمة التونسية، لبحث العديد من الملفات الثنائية والإقليمية، في إطار الدعوة التي دعت لها الجزائر خلال قمة الغاز الأخيرة في مارس/ 2023.
وفق خبراء، فإن اجتماع القادة في تونس هدف لمناقشة القضايا الثنائية وسبل تعزيزها، ورسم خطوط للتفاعل مع التطورات الإقليمية والعالمية، بما يعزز موقف المنطقة، بالنظر للتحولات التي يعرفها العالم.
عقدت الاجتماعات وسط توتر بين المغرب من جهة والجزائر وتونس من جهة، على خلفية ملف الصحراء، الذي يعد أحد أبرز الأسباب التي انعكست على اتحاد المغرب العربي وحالت دون فعاليته.
إنشاء الاتحاد
تعود فكرة إنشاء الاتحاد المغاربي إلى أول مؤتمر للأحزاب المغاربية عقد في مدينة طنجة المغربية عام 1958، وضم ممثلين عن "حزب الاستقلال" المغربي و"الحزب الدستوري" التونسي و"جبهة التحرير الوطني" الجزائرية.
بعد استقلال الدول المغاربية أسست اللجنة الاستشارية للمغرب العربي عام 1964، التي كانت تهدف إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين دول المغرب العربي.
جاء بعد ذلك بيان "جربة الوحدوي" بين ليبيا وتونس عام 1974 ومعاهدة "مستغانم" بين ليبيا والجزائر و"معاهدة الإخاء والوفاق" بين الجزائر وتونس وموريتانيا عام 1983، وهي جميعها خطوات مهدت لتأسيس الاتحاد ضمن جملة من الأهداف، أعلن عنها في "بيان زرالدة" في مدينة زرالدة الجزائرية عام 1988، ثم تم الإعلان عن تأسيس الاتحاد عام 1989.